وَلَدٌ وَلِدَتْنِي أُمِّي
ذَاتَ صَبَاحٍ نِصْفِ مُشْمِسٍ وَوَرْدٍ
سَيَّجَتْنِي بِقَمَرَيْنِ شَهِيَّيْنِ
وَشَجَرَةِ تُوتٍ بَلَدِيٍّ فِي حَوضٍ بِحَجْمِ كَفِّ اليَدِ
لَفَّتْنِي بِقِمَاشٍ أَبْيَضٍ
بَسْمَلَتْ ، حَوْقَلَتْ
وَتَبَسَّمَتْ لِوَجْهٍ أَسْمَرٍ جَاءَ مِنْ غَيبٍ وَمَاءٍ
مَا وَلِدَتْنِي أُمِّي فِي إِنَاءِ سُكَّرٍ أَوْ كُوزِ ذُرَةٍ
وَلَا نَذَرَتْنِي للشَمْسِ فِي بَاحَةٍ تُطِلُّ وَتَرْتَدُّ
كَظِلٍّ تَنَاثَرَ بَينَ الضِدِّ وَالضِدِّ
وَلَدٌ وَلِدَتْنِي أُمِّي
وَهَشَّتْ عَنْ وَجْهِي ذُبَابَ الضُوءِ وَلَسْعَةَ الهَوَاءِ
وَلَمَّا انْتَفَخَتْ عَيْنِي
غَمَّسَتْهَا بالشَايِ المعْصُورِ فِي قِمَاشٍ شَفِيفٍ
وَكَحَّلَتْنِي بِالغَيْمِ وَأَصْدَافِ البَقَاءِ
وَلَدٌ وَفَمِي غَيْمُ شُرودٍ فِي سَمَاءٍ بِلا تَفَاصِيلٍ
وَذَهابٍ فِي الغَيْبِ
وَقَلْبي ضُوءٌ مِنْ شِدَّةِ العَزْمِ أُصِيبَ بَالعَمَاءِ
ناصر قواسمي _ الأردن