كيف يمكنُ لمدينةٍ أن تصحو وتنامَ دونَ حُبّ؟
كيف تزورُ مدينةً وتغادرُها دونَ أن ينتظركَ أو يودعكَ حبيبْ؟
يا زمناً لا تسكنهُ المعجزات،
ينمو فيه الصبَار شوكاً دون زهر..
خذني إلى جبلِ الزعترْ البريّ..
أشتاقُ رائحةَ شتلةَ تبغٍ مغسولةٍ بندى الفجرْ،
جارةٌ تأتيني بطبقٍ من لبنٍ بلدي،
ودوريٌ يسابقتي إلى "كوزِ تينٍ" يقطرُ ثغرهُ عسلا...
خذني إلى صديقةٍ ترسمُ معي من الغيمِ وجهاً باسما، ونؤلفُ معاً من موجِ البحر، سمفونيةَ وفاء.
وصديقٍ يقطفُ منَ الكلماتِ شهدَها ويهديها لي قواريرَ من عسل.
أنا كفاني من الدنيا حضنُ أمي..
وابتسامةٌ لوحّت لي عندَ اللقاءِ والوداعْ...
وأنتِ يا صديقتي، انزعي الحزنِ من قلبكِ، زوري البحرَ وبثي الموجَ شكواكِ....
سيحملُها رسالةً في زجاجةٍ ترسو على شاطيءٍ رمليٍ، ينتظركِ عليهِ حبيبٌ، يلوّحُ لكِ...بمنديلِ اللقاء!
" رندة رفعت شرارة"