ذِكرى أصابَها مَسٌّ...
مُتعمدةً الطُرقَ؛ هلَكَتْ أقدامُ الذِكرى
لكنَّني أمسِ الأوَّلَ مَشيتُ فوقَ رمالِ حنينٍ
رأيتُ إسفلتاً جديداً
وأرصفةً أرادتْ أنْ تُجبرَني على النسيانِ أو تحقنَ عُمري
بفيروسِ الزهايمَر
هنا أوَّلُ حارةِ الحبِّ
جدارٌ عتيقٌ يُناديني بصوتِ أبِي...
مُشاجرةٌ بالكلماتِ تخرجُ مِن نافذةٍ قديمةٍ
حوارٌ بينَ المُصالحةِ والعتابِ
مَن سيموتُ اليومَ ومَن هنا ينتظرُ مناقشةً مِن أهلِ الجنةِ؟
من ناحيةٍ أُخرى تَسلَّلَ
طفلٌ صغيرٌ يُنادني: ارجِعي فهذا المنزلُ
يَسكنُهُ عفريتٌ
ابتلَّ وَجهي بقطراتٍ مِن مُرٍّ
وثغري تُبادلُهُ الضحكاتِ الكاذبةَ
لساني الطويلُ وصوتي المُرتفعُ
يهمسُ في أذنِ الحيرةِ
أنا مِن هنا
سأجمعُ بعضَ ثمارِ الذكرى وأرحلُ إلى مستقبلٍ يسكنُهُ ألفُ ألفُ عفريتٍ...
هدى عز الدين
12/4/2022