لماذا نسمّيه عالمًا افتراضيًا؟
ألسنا حقيقيون وإن
اختبأنا خلف أسماء مستعارة وصور رمزية، نتنفس من خلاله على الرغم من إدراكنا الكامل بأنه محيط موبوء ومُسمم.
لكن لا مفرّ منه إلّا إليه؛ جميعنا عراة مهما حاولنا التظاهر بعكس ذلك، لغة فُرضت علينا؛ فلان يضع إعجابًا أو قلبًا أحمر يعني متواصلٌ، فلان متجاهل، فلان مُقاطع… الجميع يراقب الجميع بقصدٍ أو بدون قصد!
حتى الخلافات الزوجية والخصومات والغراميات وووو مفضوحة مهما حاول البعض تعتيم الحقيقة بفعل معطيات عكس المتعارف عليه.
البعض ينتهج مبدأ: "حط لي أحط له"
والبعض يعتبر مكانته لا تسمح له الافراط بالتواصل؛ "برستيج كذاب"
ومن يحاول تصدير فكرة؛ أنا مشغول ولست فارغًا متفرغًا لهذا الهراء، نوع من التعالي السخيف، جميعنا يعرف أن هؤلاء فارغون ويشعرون بالنقص لذا يتظاهرون بعدم رؤية الآخر.
الإنسان السوي البسيط في نظر هؤلاء متطفل أو منعدم الوزن، وقد يعتبره البعض تافهًا.
جميعنا يضع اعتبارات غير منطقية والكارثة فيمن يتوهم أن جميع العيون لا تبصر سواه؛ "وفي الحقيقة ماحد داري عنه ولا سامع فيه".
من حسنات هذا العالم التي يعتبرها البعض سلبيات؛ تستطيع المرأة ببساطة معرفة تحركات زوجها أو حبيبها، سيبرر لها: أنا أتفاعل كوني كاتب مهم أو شاعر أو أو… بينما هو عاري تمامًا مفضوح مهما برر لا مبرر، وتجاوزها عنه ليس إلّا استسلامًا ورضوخًا لاستمرارية الحياة كيفما كان شكلها! لماذا؟! لأنها تعتبره مجرد افتراض.
وكل ما ينطبق على الرجل ينطبق على المرأة، هنا الرؤوس متساوية، تصادر عالمي أصادر عالمك، تتلصص عليّ أتلصص عليك….. تسرق حسابي أفتح عوضًا عنه عشرة.
لكن الخطورة هنا! عندما يصبح هذا العالم ملغومًا بالطاقات السلبية والعداوات الخفية! طبيعة الإنسان تتأثر مهما حاول عدم التأثر، خُدع مرة فالجميع مخادع هنا! طعن مرة إذًا جميعهم يخبئون سكاكين خلف شاشاتهم، لن يتقدم لك شخص بحب فائض ومبالغ به إلا إذا كان يرمي لهدف بشع، أصبحنا نتخبط لا نميز بين الصدق والإخلاص وبين الكذب أو النفاق، ومن معنا ومن ضدنا…. بينما الصورة واضحة والقلوب عارية، كل ما عليك فقط أن تبتعد قليلًا لتبصر بوضوح كم هو قبيح هذا القريب، وكم هو جميل هذا البعيد.
#أزمة_كاتبة_عربية