رغد فادي سقير / سوريا
||بِلادُ عينيّ||
قبلَ أن ألتقيك،
عينايَ كانت بلاداً حرّة فذّة..
غريبةً من أمرها
عن سِواها منَ البلاد..
لا ليلَ فيها،
شمسُ بريقِها على الدّوامِ مُشرقة
لا صيفَ، لا خريفَ،
أو شتاء..
وحدهُ الرّبيع يغمُرُ جلّ نواحيها..
وأزهارُ نارنجِ (الفرح)،
غاردينيا (البهجة)
لا تذوي هُنيهةً،
بينَ مُقلتيها..
أتيتني، أقمتَ فيّ،
استوطنتَ كلّي بِما فيهِ عينيّ..
غيّرتَ أحوالي، غيّرتني،
ولستَ مُلام..
فمُنذُ حديثِنا التّعارفيّ الأوّل حذّرتني،
أنذرتني عبرَ ألغامِ الكلام..
كُنتُ أحدّثك عنّي،
قُلتُ لكَ آنذاك:
أنا فتاةٌ ربيعيّة،
لهِجةٌ بالنّورِ والأزهار،
وقَد كانَ ردّك:
نقيضُكِ أنا، شتويّ،
كَلِفٌ بالظّلامِ والأمطار..
شعرتُ يومها أنّك شابٌ فلسفيّ معقّد،
وأسرتني تلكَ الفلسفة المعقّدة النّادرة،
لم أعِ خفايا الكلمات..
جهلتُ أنّك ما إن تسكُن عينيّ
ستحكمُها حُكمَ (فرعون)،
تقلبُها رأساً على عَقب..
ما تنبّهت أنّك بظلامِ ليلِكَ
ستحجبُ شمسَ عينيّ،
تضمرُ بريقها..
أو أنّك بشتائِكَ ستواري ربيعي،
تنهبُ أزهاري..
وأمّا الأمطارُ الّتي أنبأتني أنّك تهواها
لا ومودّتك، لا ومودّتك،...
لم أفقه يا خليلَ الرّوح،
أنّها أمطارُ نحيبي.