|عفراء بدّور|.
هُناك لحظة عابرة من العُمر تحضر لا تستمرّ بعدها الدّنيا كما وَقَعت،في هذه البُرهة تلوَّنتْ رُمَّة أشيائي،وتَقلَّبَ وجودي وكياني،ترمَّمت رَضّات فُؤادي،فأمّا عن روحي تَملَّصت من كلّ نفسٍ هشّمتها
حتّى نسيم الهواء الّذي غرزَ في رئتي واستكنَّ بِها تَخلَّيت عنه
ها أنا الآن إنسانة مُستجدّة تستنشق نسيماً من النّرجس الطّاهر بروح جبّارة وقلب جريء يفيضهُ العنفوان
الآن تنازلت عن نفسي العتيقة المُهترِئة،وزرعتها بذور تصونها من الخذلان
تنازلت عن اللّيالي النَّدِيّة الّتي تغلغلت في عظامي المهزومة الهزيلة
عن فنجان قهوتي وإرتعاش يدي
عن قيلولتي الوجيزة المليئة بالأحلام المُرَوِّعة