علاء ناظم
العراق
ينشر خبر موتك في أول صفحة من جريدة التعساء
بينما أنت
تكتب الخبر بنفسك وتبكي على الخبر الحزين
ثم تبتاع الجريدة من أقرب كشك قديم يوزع الجرائد مجانا على الغرباء
تأتي إلى بيتك حاملا خبر موتك تحت إبطك
كأنك تخبئ منشورات ضد السلطة
تدخل غرفة نومك كأنك هارب من بوليس الأفكار
تغلق الباب عليك
ثم تصمت
تسمع خطوات زوجتك وراء الباب
ظنا منها أنك تقرأ رسالة من عاشقة مجهولة
حتى يساورها الشك أيضا
أنك تخونها في الجريدة أيضا
لكن لا شيء من هذا يحدث
غير أنك
تخبئ الجريدة مع وصيتك في دولاب الغربة
ثم تخرج من الغرفة وأنت مبتسم
بينما زوجتك تنتظرك وفي يدها مكنسة
تقول لك...
من أين هي ها ؟
من أي..
ترد عليها
من هي..
ترد عليك..
عشيقتك السرية تلك
تقرأ رسائلها بروح مبتسمة
لكن لا شيء من هذا يحدث
وبينما أنت في هذه الحالة
تسمع عامل بناء القبور
ينادي على صديقه الآخر في المهنة
هذا القبر للغرباء
اغلق قبره جيدا
حتى لا يهرب للحياة مرة أخرى..