شق صغير يتمدد فوق جدار طيني
______________________________________________
بعيون منطفئه،
تدحرجها الدموع في فم الريح،
من "شق صغير"
يتابع خطوة الشمس،
يتحسس ثوبها بآلام بقايا أنامل محترقة،
كما تنتزع كماشة مسامير الظلمة في نعش،
ينتزع السلام من وسادة رقدتي.
لاتخدعكم حلل النور التي اسبح فيها
برمزها
أنا ابن غير صالح
منذ أشعلت النار في عينيه وأغصانه
ينزوي هكذا ،
يستلقي كشامة على وجه الصباح ،
يغرس في قلب الرمال جذور الحنين
ينفث في صدر الفراغ
تواريخ البلاد ورحلة الجذور،
يرشق سمعه في المعاني الخفية في هديل الحمام
يشد بأصابع الحذر
ضحكة نامت مني
في جيوب الذاكره.
أنا ابن غير صالح ... لا أشعر بأي ذنب
حتى حين صفعته بيد اللهيب أمام الجموع الغفيره التى كانت حوله،
غرست خنجرا من نار في قلبه ومضيت في برودة الثلج
بلا شفقة ورحمة،
دون أن يأخذ حفنة واحدة من إنتباهي يكفنها ندم،
حتى دون أن يهتز في روحي غصن ،
قفزت عيناه تستنكر المأساه ،
تركتهما نجمتين منطفئتين
يغرس فيهما الجحيم أصابعه وهو يلعق
زرقة لا مبالاتي
أنا ابن غير صالح ،
لا أشعر بأي ذنب أو حتى تأنيب ضمير فيما فعلت.
أختبيء في أجنحة ملاك يطرق أبواب فردوس ،
ليعيد عطرا لقلب وردته الأولي.
بعدما
بقسوة مفتولة العضلات
رشقت تلك البلطة في سكينة أمي
حين أطل العتاب من عينيها
بمطوتي فقأت أحداقها و حفرت في وجهها تلك العلامة ،
رغما عن قلبها المكسور
تعيد ترتيب ملابسي فوق الجدار
تتشمم رائحتي وتمرر كف دفء خفيف
في برودة السنين
تمسح وجهي على خد السحاب
بمنديل المطر،
تخبئ تحت جناحيها
أخوتي الصغار،
حتما سيشتد شيئا فشيئا عودهم
سيبحثون عن الحقيقة ،
سيسألون عن عيني أبي ،
أغصانه المحترقه ،
أمي وبلطتها وسر هديل الحمام في أحداقها ،
عن حذاء حزن طويل
يبحث عن ساقي،
ملابسي " الكاكي "التي تنزف
فوق الجدار؛
سيحتاجون حفنة من نور
تخبرهم أني كنت ابنا صالحا جدا
قبل أن أتناثر فوق ثوب الرمال،
وأني ذلك ال"شق الصغير"
ولم أكن أريد الحرب.
____
محمد أشرف