فرح غزلان / سوريا
هناك حيث المدن الغريبة وكل شيء ينتابه السلام، ما عدا صوت رنين الهاتف الذي جاء مسرعاً من طفل يكلم أبيه في المغترب:
أبي كيف حالك؟! أخبرني يا أبتي ما هو الوطن في خمسة سطور مبيناً مشاعرك، هكذا طلبت منا المعلمة.
قل للمعلمة يا ولدي: الوطن أصبح المنفى..
الوطن هو تلك الأرغفة التي نعدها ولا تكفينا، هو الطوابير التي اعتدناها ولا تغنينا..
هو صور أقراني يجوبوا الحاويات، هو صوت جدتي تقرأ لأبي قبل سفره المعوذات..
عن ماذا أخبرك؟!! عن أُمٍ تبصق أولادها...عن ذلك الشيء الموؤدُ في ارواحنا.
لربما بمقدور فكرة هادئة ان تكون الوطن، في حين يشق على أسلحة من حديد أن توفر لك الآمان والأمن.
اذهب إلى فراشك يا بني، واحلم بأنك استرجعت الوطن ...