*****
/ حلم و منفى /
صباح هذا اليوم
وانا عائدة من مدينتي المكتظة
بطيور مهاجرة
خوفاً من الجفاف العاطفي
وقفت على شرفات روحي
السماوية الطلاء
المزركشة بالغار والحناء
و المحاطة برائحة وطن
تشبه رائحة امي وهي تطهو
لنا الحياة على مواقد قداستها
شُبه لي بأنك تنتظرني
على رصيف الوقت الأورجواني الطلعة
تصالحت مع هواجسي
المتزاحمة على ايقاظك
أجلستكَ صدر قلبي
ألقيت عليك بعض الأشعار التي كتبها
لعينيك ذات ارتحال
حتى يرتد إليك العمر قشيباً
فاجأني زمزم قلبك المرتجف
وانت تهمس في أذن وجودي
كطائر القطا وقد كسر للتو
قشور إصباحه
ليبدأ صراعه الأزلي مع تعلقه بأمه
كم احتاجكِ حبيبتي
كم احتاج صوتكِ
رداءً يُدفئ برد وحدتي
كم احتاج حنانكِ
معطفاً شتوياً يبدد صقيع منفاي
لا اعلم حدودا لعشقكِ
و انا لا اعلم حدوداً لدهشتي
يا لحماقة الأشعار حينما
يداهمنا عطر مَن نحب على عجل
لا أعلم حبيبي
كيف عادت أشرعتي المغادرة
ترسو على ميناء مخيلتي
منذ سنبلتين و حصاد بيدر
لتلقي على غربتي محارات إبحارها
كيف أستفاقت من قلبي
عصافير الدوري والأزهار
واستوت حبات الكستناء
في مجامر عمري
كيف نبت لقلبي تويج صغير
يلف عبق حضورك السرمدي
بالمسك و العنبر
احتاجكَ واحتاج معك
لألف قصيدة
تتموسق على تراتيل ابجديتك
الهاطلة من جنان الكوثر
كنتَ مدينة مبللة بالندى
وانا ورقة تكدّس في مساماتها الغبار
و معاك تحررت من قيود الضباب
عندما هبطت من رحلتي
خفتُ عليكَ ألا تكون انتَ
فألقيت عليك بعض الكلمات المزغردة
التي تشبه فرح الأمهات بعودة أبنائهن
من الحروب و المنافي
قيّدت قلبك بأسوار مديني السمراء
عانقتك كغيمة فقدت ذاكرتها الأنثوية
واستيقظت من حلمي
مقيدة بأساور قصيدتي
وفي القلب ضياء روحك
قد علا بأنوثتي
و تسامى و أمطر