سيدرا الاسعد / سوريا
عرسُ النخيلِ والياسمين
أيا دمشقُ أفيقي اليومَ من تعبٍ
واطوي سنيناً من الظَّلْْْماء والنّوبِ
مدّي جَناحَكِ كي يأوي الكرامُ له
واحمي قوافلَهم في حُضنِكِ الرّطِبِ
قد حلّ زوّارُنا في القلب مسكنُهم
يا فخرَ قلبٍ يغذّي عزوةَ العربِ
عرسُ النخيلِ هنا والنورُ مبتهجْ
يُهدي الشآمَ قناديلاً من الشهبِ
من ورد بابلَ أمسى الطيبُ منسكباً
تعبُّ منه الخوابي كرمةَ العنبِ
يا شامةَ الحبّ أنتِ اليومَ عاشقةٌ
والعشقُ يَسبي بما يلقاهُ من عَجبِِ
والياسمينُ حروفٌ سوفَِ ننثُرُها
على الضيوف أزاهيراً من السُّحبِ
إنّ الشهامةَ لو ثارت حميّتُها
في الرافدَين لباتَ العزّ في الكتبِ
أرضُ العروبةِ تسمو في عَرَاقتها
فيسكبُ الفكرُ مرجاناً من الأدبِ
يا صوتَ دِجلةَ هل نلقاكَ منتشياً؟
والقطرُ يغوي بما يحويه من طربِ
إن تشكُ بغدادُ جُرحاً قد ألمّ بها
تبكِ دمشقُ ويسري الجمرُ في الهُدُبِ
قلبُ الحبيبةِ يفدي مَن يُدَلِّلهُ
عنها افتدَيتُ بلا لومٍ ولا عتبِ
سَعفُ العراقِ يلوح اليوم مفتخراً