*حلا جمال بركات
كما تُدين..تُدان.
فذاك السهم الذي رميته في تلك الليلة باتجاه صدره الذي يحمل قلبه الجميل دار وأصابني..
جثوت أبكي بصمت الضجيج العالي في رأسي..
رحلة من الحزن قد بدأت منذ أعوام..
يوم على مقعد الندم ويومان على مقعد الشوق..
ورحت أجول المقاعد كلّها..الحزن..الحب..الخوف والغضب
لم تنتهِ الرحلة ولم أجد المحطة..
_أرجوك قِف..قِف وأنزلني هنا
صرخت من أعماق وحدتي.
أوصيت السائق بأن يخبر أمي وإخوتي أنني عدت إلى حضن أبي وسعيدة وأعطيته دفتر يومياتي ليعطيه لأختي كي تقرأ ولا تلومني يوماً على الرحيل.
فبعد كل هذه الأعوام الباكية الرحيل هو السبيل المضيء والعلامة الخضراء في صحرائي.
لوحت للمقاعد الفارغة والمناديل الملقاة وغادرت الحافلة حاملة شريط الذكريات..فنجان قهوتي..وصورته البريئة.
وبدأت رحلة جديدة مع التساؤلات والأجوبة البيضاء والفارغة
_أأبحر برحلة الدموع عندما هجرته يومها مثلما أبحرت أنا؟
_أنادم مثلي؟
_خائف؟
_فقد بيته ووجهته وأحلامه؟
_يبكي فوق قبري؟
_لقد أودعت له وصيتي مع صديقتنا..أرأها؟
وإن فعل..ماذا بعد؟
لقد رحلت بطريق لا وجهة لديه..
والنهاية..بكوخٍ خشبي..على جدرانه تسكن صوره وصور عيناي عندما كنت أفرح..
وعطر أبي..
والرثاء.
|نيسان|
