شبكة الحكمة للأخبار الثقافية شبكة الحكمة للأخبار الثقافية
random

آخر المواضيع

random
recent
جاري التحميل ...
recent

بتول رستم

•بدايةُ نهايتي•

بِدايةٌ ليسَتْ كَكُلِّ بداية. 
كانَت أقسى بدايةً على الإطلاق.
أصبحتُ يومَها مرجومةً بالوحدةِ، فما الفائدةُ من صَباحٍ خالٍ منَ النّورِ، لم يَكُن صباحُ الخيرِ لا؛ بل كانَ صباحُ عُمرٍ خالٍ من الفُرَص، صباحُ روحٍ امتلأَت بالخَيبات.
لا أعلمُ كم منَ الوقتِ قضيتُ يومَها و أنا أرمقُ حائطَ غُرفتي. 
فلمْ يتقبّلُ قلبي تلكَ الصّدمة، كانت مشاعري مُبهَمة، وَ مَدامعي مُقفَلة على الرّغمِ من أنّي كنتُ بأمسِّ الحاجةِ للبُكاء. 
فكيفَ استطاعَ سيّدُ الحرائقِ أن يرميني في تلكَ العاصفةُ الباردة. 
أينَ ذهبَت نارُه؟، أينَ لهيبُ غيرتهُ ؟.
يومُها لم أستقبل رسالةً مليئةً بالغضب، ولم يتّصل بي ليمليَ عليّ بنبرتهِ الحادّةِ فوائدَ الاستيقاظِ باكراً ، لم يُجبر خاطِري في نهايةِ اتّصالهِ بعبارةِ "انهَضي يا فَراشتي".
لربّما لم يَكُن يعلمُ أنّهُ آخرَ أجنحتي. 
لم يَكُن يعلمُ أنّ الوقتَ من دونهِ يقودُني إلى النّهاية. 
فمنْ ساعةِ فُراقهِ لم يُفَارقني الحُزن. 
من يومِ رحيلهِ أصبحتْ كلماتي تَكرَهُني ، و ضَجرَ قلمي مِن كُثرةِ الهزائمِ الّتي وثّقَها. 
فقُبطاني تركَ سفينَتهُ تعلقُ بالقاعِ و رَحل. 
هوَ من كانَ قادرٌ على إعادةِ الرّوحِ لروحي، و فراقهُ لم يستوقِفُ حياتي فقط بل أوقفَها. 
حاولتُ أن أبدأَ مِن جديد، لكنّي عُدتُ إلى الصّفرِ و لم أستطعْ التّقدّم. 
علقتُ بينَ أحرفِ رسائلهِ، و عينيّ لم تُبصر سوى صورَهُ ، و لم تسمع أُذنيّ إلا صدى ضحكَتُه.
لكنّ الذّكرى الأخيرة كانت قاتلة، الذّكرى الباردة بينَ دفءِ الذّكريات، ألم تخدُشُ تلكَ الكلماتُ القاسيةُ حلقَهُ كما خدشَت صميمي؟
نعم كانَ فُراقهُ موحشاً جدّاً، و ما من بدايةٍ بعدهُ إلّا بدايةُ نهايتي. 

_بتول رستم.

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

شبكة الحكمة للأخبار الثقافية

2016