الحقيقة أنها..وللأسف الشديد من يصغي إلى صوت الكلمة الصادقة.. والحقيقة الناطقة ..هم القلة القلائل وعلى كافة الأصعدة وفي كل مجال فقليل من يتذوق طيب الكلام ولذيذ المعاني..وكما نرى على صفحات التواصل الإجتماعي..أن الكثيرين يميلون إلى الكلام الذي يطرب الأجساد و الخصور..ويلهب النزوات ويرضي الرغبات الدنيئة والفجور..كلام عقيم بلا فحوى ولاجدوى ..رخيصا بلامعنى..وسخيفا بلا مغذى..فطيب الكلام المفعم بالوجد والصدق و الأحاسيس والعواطف النبيلة.. لايهزّ الوجدان ولا يلقى حتى الإصغاء أو يثير الإعجاب.. وكماأن عبارات فيها روح المعنى وعين الصواب نادرا ماتأتي بمشاركة أو تعليق أوحتى إعجاب ..وهذه هي الحقيقة التي نتعامى عن رؤيتها ونديرلها ظهورنا.. على عكس الكلام الفارغ الأجوف كالطبول..والذي يستهوي ضعاف الفكر, و صغار العقول.. ويتسابقون عليه كالخيول....فلست مهووسا بالشهرة والسطوع واللمعان والنجومية، ولا أحب الأضواء ، ولاأنتظرالتصفيق من أحد..ولا أقبل بإجترار المعرفة من بوابة الثرثرة والتّرهات..ولست ممن يلهث وراء الكلام البراق الدسم المسموم.. ويطيربجناح التعظيم إلى قمم السراب.. ليسقط بعدها في هاوية جهله ووهمه وقلة إدراكه..ولست مع التعظيم والتبجيل والتمجيد بأصحاب الكلمة الشاذة وعواهر الأفكار.. ولاأتلقى من الفكر إلا ما يثلج الصدر، وينعش الروح ، وتطيب له العين ويخفق له القلب..فمابين كلمة طيبة وحكمة خلاقة ..وعقل منير متحرر من قيود الجهل ...وعبودية الشهوات والوثن.. تتمخض أفكارٌ فريدة تفتح آفاق الإبداع..وعندماتكتمل مقومات النجاح و عناصر الإبداع..سيكون النتاج عملا في غاية الإتقان والروعة..فأنا لا أقبل بمفردات الإطراء و الكياسة والمجاملة..ولذلك أسقط مراراً في فخ الإنتقاد...ومصائد الكراهية..ولأن كلمة الحق يتجنبها ويكرهها الأغلبية. .ولأن زماننا أصبح مقلوب المفاهيم ..مشوه المعالم ...إنه العالم السلبي وكل شيء عكسي .... والدخول إليه والإنخراط فيه سهل للغاية، ولكن الخروج منه مستحيل.....الطيب مذموم والمجرم سلطان ..والحديث يطول ..ولن يتغيرشيئ ونحن من أسوأ إلى أسوأ....وفي النهاية لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بأن ننخرط بعالم الإنحلال الأخلاقي والإ نحطاط الفكري والإنحراف...وكل لبيب يفهم أن القلوب الطيبة والعقول النيرة والأرواح النقية الصافية..هي المستهدفة أولا وأخيرا..قبل كل شيئ..وسيفعلون المستحيل لتلويثها و تخريبهاوتدميرها.. برجس أفكارهم ونجس أفعالهم ..وبكل السبل والطرق..استيقظوا من أحلامكم واحترسوا ..فقد دخلنا العالم الإفتراضي ..سكرات الضمير و همزات الشياطين..والنهاية وشيكة لامحالة..أحبوا بعضكم البعض..فالمحبة والصدق والإخلاص والعمل والصبر وذكر الله.. سلاحنا ضدهم..وقد تمكنوا منه إلا قليلا ~..وأنه بعد نهاية ماقلت(( لوأنني بالأمس قلت في منشوري على سبيل المثال ..قالت سيدة الغناء العربي هيفا وهبي ليك الواوا..أوسلطانة الطرب روبي ..طب ليه بيداري كده..ربما كان كلامي حاز على استحسان الكثيرين.. وفي الحقيقة وبكل صراحة لم أستغرب عدم اكتراث بعض أصدقائي عن منشورات هي بالأصل أكتبها غالبا لأجلهم..ولكني صدمت بأحد المناشير والتي إنهال فيها أحدهم بالشتائم والكلمات النابية البذيئة والمخجلة على أحدهم ، ومن الكلمات التي لا تناسب تربيتنا ولاوبيئتنا..ولكن الصدمة أن كلامه ومنشوره البذيئ كان رصيده أكثرمن 2300 تعليق والأغرب أن أصدقائي من تابعوا كلامه و, وأعجبو جدا به.. حينها أدركت أني في المكان الخاطئ...أشخاص لاأفهمهم ولاأعرفهم ...وكأنهم من كوكب آخر.
فرقد أحمد حبيب