بالأمس كان وجهي يشبه وجه حصان
........................................
اتسربل بعباءة الوقت
وأ نهمك بألتقاط اللحظات
الهاربة من بين ألأصابع
و تاهت عنها المحيطات
ثائرا كالأعصار...
يجرفني مدي البحري
ويلقيني على شواطئ الذكريات الكلسية
التي التصقت بها طحالب من ثوب قديم
كنت أرتديه في الأعياد الوطنية
وفي الأعراس و الحفلات التنكرية
كان وجهي بلاقناع يشبه وجه حصان جامح
وكانت ملامحي حادة تشبه حروف نافرة في لوح
يمكن أن تفك رموزه العميان
وكان القمر الصامت يرتسم على وجهي المنير بدرا كاملا
من غير خسوف أوكسوف اوغروب
رويدا رويدا... يعود بي جزري البحري وغيمي الشاحب
ألى دوامة العتمة المشدودة في أعماقي
كأعمدة الكهرباء الخشبية
أرصفتي خالية من المصابيح تماما
فأسمع لهاثي ولا ابصره
أتوكأ على أحساسي وأمشي من غير هدى
وأتخبط كالغريق
كفيف أنا .....
لم أعد أبصر إلا قلبي
أتحسس الهواء لا شكل لي ولا لون
أريد شكلا ولونا يرافقني لأبعد المسافات
أشرع بجمع الخيبات المترامية في طريقي
وأخبئها في أدراج الذاكرة
لم تكن البدايات تختلف كثيرا عن النهايات
ماكان بالأمس عالقا في ذاكرتي
لم يختفي في شكلي ولوني
كنت أظنه إنتهى
لكنه مازال مغموس في لحمي ....
الٱن ...
هو بداية العودة بشكل ولون مختلف عن الماضي
الآن ....
يلتصق بأوحال الخطيئة ويتكاثر كالذباب
ليكون ثوبي الجديد للحفلات التنكرية
قناع الشبح سيغطي ملامحي
وسيبقى يرافقني
الوطن الجميل المترف بالأنكسارات
المتهاوي في الشقوق والتصدعات
سيبقى دمه يغرد في عروق الأرض
وأبناءه اللذين كانوا طيبين
تغيرت ملامحهم
لم يعد لهم شكل ولا لون
غدوا تماثيل بسحنات برونزية
حاسرة الرأس منزوعة الكوفية
ومجردة من الهوية تحصده بالمناجل
تجتث الحياة من عروقه
أبناءه اللذين كانوا طيبين
لم يعد لهم ملامح
قناع الشبح يغطي الملامح
وأصبح الوطن المخنوق
مثل غريب في حفلة تنكرية
الشاعر غسان أبوشقير