ماضية بعُندها ....
جلست على قارعة رصيف العمر تتربص قدرها و هو يتربصها .... !!! عبثاً تحاول ان تثنيه عن إشاحة نظراته القاسية عنها .... تسجديه بقلب باكٍ ملوّع بالأحزان و الآلام ... لكنه لا يحرك ساكناً.... هو الأبي ، الصامد، المصمم والماضي في تعذيبها....
معانتها معه بدأت منذ الولادة .... لقد أذاقها المر و العلقم بطعناتٍ مختلفة و البسها وشاح السواد و الضيق ، فكانت تستقبلها بثغرٍ باسم من عند الرحمن .... عنيدةٌ هي بإيمانها و يقينها بانه سوف يرضخ لإرادتها .... !!! فمعذبها هذا القاسي العابث كان قد لمس حياتها احياناً بالخير و العطاء و أغدق عليها بالكثير من فرح الحياة و غلاوتها؛ هي لا تنكر عليه ذلك كله ، لكنها تعاتبه .... فهو يفتح لها نوافذ الأمل و يعود فيغلقها من دون سبب .... !!!!
الغيب مكتوبٌ بأحرفٍ باهتة غير مقروءة عند البشر ... !
سما احمد الرفاعي