قصيدة شعرية ..
الإهداء إلى صاحب القامة الأدبية الرائعة المبدعة الأستاذ والأديب الراقي محمد خالد النبالي ....
مزقيني بين أوراقي وحبري
قصيدة
بقلم الشاعر الدكتور محمد القصاص
مزقي الأوراقَ ظنَّـا و ارتيابـــــــــا *** ودعيني حائرا أشكو اضطرابـــــــا
مزقيني بين أوراقي وحِبـــــــــــري *** وانثري في الكون أحلامي العِذابـــا
كنتِ لي في غربتي يوم افترقنـــــــا *** كمعاناتي وجرحي والمصابـــــــــا
لم أفق من غربتي حتى تـــــــراءتْ *** آفةُ البينِ ولم أرجُ إيــابـــــــــــــــــا
فتأملتُ مع الأحلام دهـــــــــــــــــرا *** وتنائيتُ فلم يأتِ جوابـــــــــــــــــــا
يا لظى الآمال يسري في دمائـــــي *** وحياتي تبدو وهما أو سرابـــــــــــا
ذكرياتٌ مُزَّقتْ فيها الأمانـــــــــــي *** في الحنايا ثم أعياها الصَّوابــــــــــا
مزقيني بين ذلٍّي وانكســـــــــــاريٍ *** ودعيني بين شوقي والعَذابــــــــــــا
إنني عانيتُ ذلا بشبابــــــــــــــــــي *** من عذابٍ كان بُعدا و اغترابـــــــــا
عاتبي الأيامَ فيها وذرينـــــــــــــي *** عاتبيها علها ترضى عِتابــــــــــــــا
إكشفي عن مقلتي بعضَ الخبايـــــا *** وانزعي الأستارَ عنها والحِجابــــــا
أذكري أحلامنا بين الروابــــــــــي *** ضَمِّخَتْ بالحبرِ قلبي والكتابــــــــــا
ولقد ناجيتها عمرا وهمِّـــــــــــــي *** قد علا يا مهجتي فوق السَّحابـــــــا
بودادٍ ظلَّ يرقى في فـــــــــــؤادي *** مثل حبٍّ لا نرى منه ارتيابــــــــــا
أتركيني في الهوى المشؤوم أحيــا *** بين آلامي وآمالي العِذابـــــــــــــــا
لم تزل يا بوح ُ في أعماق روحي *** مثل نجمٍ ساطعٍ يأبى الغيابـــــــــــا
فإذا نادمتُ في الدنيا حبيـبــــــــــا *** ساءني منه صدودا واضطرابــــــا
يا لثغرٍ ظل كالزهر نديَّــــــــــــــا *** كلما قاربتُهُ أعطى الرِّضابـــــــــــا
وإذا أدنيتُهُ مني أجـــــــــــــــادت *** بشرابٍ هو بالشّهد مُذابــــــــــــــــا
يتمادى كلما كان بقربـــــــــــــــي *** وإذا باعدْتُه يهوى اقترابـــــــــــــــا
يا كؤوسا قد شربناها مَـــــــرَارا *** وتعاطينا الهوى صابا مُــذَابـــــــــا
فشربنا الصَّابَ من كأسِ الأمانـي *** قد عهدناها فيا سوء الشَّرابــــــــــا
قسما بالصبح والأسحار لمَّـــــــا *** أسفرَ الثَّـغرُ وبالأنفاسِ طابــــــــــا
وغدا الشَّوقُ مع الأنسام يســــري *** بهوانا مع أريج الزهر ذابــــــــــــا
لم يعد لي رغْبَـةٌ في العيش لمَّـا *** باعدتْ دنياي عن فكري الصَّوابــا
صاديا أحيـا على الآمال عمري *** لا أحابي العمرَ في الحق صِحابــــا
إرحموني فالمصيباتُ توالـــــتْ *** وابعدوا عن هامتي ذاك المُصابــــا