من منعطفات الحياة
قصدتك ياطرطوس خلتك بلسمي
وبرفقتي أطفال لكل سورية تنتمي
نزلنا لشاطيكي لنلقي تحيّة ً
تراقصت الأمواج بفيض التبسّم
وبادلها الأطفال لحناّ مموسقاً
عزفو وأعطو لكلّ حرفٍ ترنّم
وكان يرافقنا شخصٌ يسمى بمشرف
يشاركنا ومايطلب الأطفال إليهم يقدّم
مضينا من الساعات خمساً ونيّفٍ
يبدع بها الأطفال وبالرمل يرسم
وعدنا بهم إلى أماكن مبيتهم
ليشاركوا في الملتقى بتوسّم
ولما وصلنا مبيتهم ومكانهم
أعطاني مشرفهم ورقة قائلاً
من فضلك إياها الزمي
ردي عليها عبّري وتكلّمي
ووجدت فيها قلباً محبّاً مغرم
فشرعت أكتب ما يجول بخاطري
وبمايجنّبه من ردّي كلّ أذيّةً وتألّم
تابعت ُمع الأطفال ماجئت لأجله
لكنّ مشرفهم بدا متألّم
تأمّلتك طرطوس و كنْتُ قد خبرتُك
ينابيعَ طيبٍ كلُّ مافيها زمزم
فأبدلْت ياطرطوسَ منظارَ بحرك
لعلّي أغوصُ مع المحار بلا طمي
فأوري بنفسي أختبي بمحارةٍ
تقيني هي، من شرّ وحشٍ و آدمي
عايَنْتُ ياطرطوسَ كل ّالمواقع
ذهبتُ إلى إرواد لا أحداً معي
وأنا بزورقها أحاطني موجُها
وصار يحاورني يقلّب مواجعي
فسألتُه ياموج ماالذي يشغلك
عن شاطئٍ فيه المخاليقُ تُجْمَعِ
أتتركُ ذاكَ الفيضَ منهم لوحدهم
وتتبَعُني ماذا دهاكَ ألا ارجع
فأجابني زَبَدِي توقّفَ مُندهش
مدّي وجزري لا أراهما معي
أرنو إليكِ كأنّك حوريّةً
وُلِدَتْ لتحيا عُمْرَها تتمنّع
ألله يخلق مايشاء لخلقه
فاختاري ماشئت ومنه تبضّعي
هيّا دعي المجزافَ لاداعي له
أعتى رياح البحر أنت تركّعي
وإلى مهمّتك التي جئت لها
ومع الطفولة بمالديك أبدعي
وتفاءلي خيراً حَسُنْتِ طالعاً
ولطفلك في الملتقى بالله ارجعي