تالة شعبان / سوريا
أراقب تدرج الوان الغسق المائل من الأحمر القرميدي إلى البني المفعم بتشبع صباغه في وسع السماء ..
أسراب من الطيور تتوجع أعاليها كلوحة لطبيعة فاتنة تشبه زهو الاقحوان النابض بألوان تنبع فيها الحياة ..
كان طقسا صيفيا بأمتياز مازال تحت تأثير بهجة الربيع وأزهاره الفواحة
رائحة اللوز الأبيض ملئت جوف قلبي قبل رئتي
هذه التفاصيل الخلابة والمفعمة بتركيز حاد في تصوير التفاصيل الدقيقة تغرس سعادة وبهجة أزلية بين ثنايا القلوب ..
بعد مدة وجيزة ..
اتأمل إصطفاف النجوم السرمدية المنيرة ..
أفكر فيما سأدونه في دفتر ملاحظاتي
تيك توك ..
طنين ساعتي اليدوية بدأ يشوش افكاري برنين خافت
11:11
حان موعد الأمنيات التي لا يتحقق منها شيء !
هل أكرر أمنية كل يوم ..؟!
أم آخذ اليوم عطلة بقصد الراحة والإسترخاء من خرافة كاذبة ..؟!
أظن أن غريزة التمني نما غرسها في تربة قلبي وتخللت خصالي !
أنا على يقين تام بأن إيماننا بالأشياء هو حبل وصالنا إليها
لربما إن آمنت بتلك الأمنية وأعطيتها حيزا كافيا من تربة قلبي ستكافئني بتحققها ..!
في طريقي للمنزل امشي في درب يكسوه الخضار بأفكار متفاوتة وغريبة أفرك محجر مقلتي ،ترصد اذناي صوت خطوات تتجه نحوي بسرعة ، أفتح عيناي لأستقبل المفاجئة التي جمدت حركة الدم في أوردتي عدت الكرة ..
فركت عيناي مجددا أثر الصدمة ليتبرهن لي أنني أراك حقا امامي بقامتك الطويلة وكتفاك العريضان لم تكن وهميا بل كنت حقيقيا جدا
دون التفوه بأي كلمة ..
بدأت اتحسس قميصك الربيعي ..
وأخيرا نطقت كلماتك الاولى قائلا لي :
هل لي بعناق يخرج فيه قلبي من محجر صدري بأتجاه صميم قلبك حاملا أشواق متقدة ..
وآسف مرير ..
هل لنا بعناق المئة عام وننسى ما حصل ؟!
تجمدت أطرافي بعد تلك الصدمة الكبرى التي تلقيتها كوقع الصاعقة
شعرت وكأن روحا جديدة غرست داخلي
أرتسمت الإبتسامة على وجهي مجددا لربما إيماني في أمنيتي تلك الليلة قد أخذ منحا آخر
حتى تلك الخرافة الكاذبة عند إيماني بها باءت بالتحقق ..
فلعل إيماني بك سيصنع المعجزات لي ..
تالة شعبان