سويعات قَلِيلِه بَعْد قَرَار الْفِرَاق ، كُنْت أهْرَب أليكِ خَلْف الدَّكَاكِين وَفِي الْأَزِقَّة الحزينة ، أَدْخُلُ دَارَ الْفِنَاء ألاحقكِ مِن غَيْمُه إلَى غَيْمُه ، تتلاشين أَمَامِي ، أَعُود هارباً إلَى مَنْزِلِي الْهَالِك .
تغزوني رائحتك فِي أَرْجَاءِ هَذَا الْمَنْزِلِ التعيس ، تكبلني هَذِهِ الرَّائِحَةِ ، تَخْتَرِق جَسَدِي ، فَيُرْسِل عَقْلِيٌّ جيوشًاًّ تَرْفُض هَذَا الْحَبِّ فأصحو .
أَشْغَل أغنيتكِ الْمُفَضّلَة ، فَأَسْقَط راقصاً كفتات الثّلْجَ فِي داخلك ، أضرب الْكَفِّ بِالْكَفِّ وَأَئن عَلَى كَتِفِ الْوَحْدَة الأثيمة وأصحو . . .
اجْلِس بَعْدَهَا دَقَائِق أتأمل هَذِهِ اللَّيْلَةِ ، الْغَيْر معنونة ، الَّتِي لَمْ تُؤَرِّخ ، تعاودين غزوي فأهرب منكِ وأليكِ لأرسم لَوْحَة . . . . فأرسمكِ ، بَعْدَهَا أصحو . . . . .
افْتَح بِطاقات التاروت ، فَاغْتَنِم نَحْس البُوم وَالْغُرَاب ، فَيُشِير التاروت أليكِ . . . . فأصحو . . . .
أَبْغَضُك ثُمّ أشتاقك حقاً