|عفراء بدّور|.
||ليلةٌ لا تُنسى||
ظلامٌ حالِك
صقيعٌ إِسْتَحْوَذَ على أرجاء المدينة
طمأنينة إِخْتَلَسَتْ ضجيج الشّوارع
زخّات مَطر لطيفة تخافُ أنْ تشتدّ فتفرِّق بين وجهِين رحيمين
سَلكنا من خلال ذكريات وتَفاصيل مدفونة حيثُ كُنّا نلتقي
كيفَ للأماكن أنْ تكتسب قدرة هائلة على الوفاء لأصحابِها
أن تُخلِّد صور وأحاديث إلتحمت بأعماقنا وتكرّسها للأبَد
حُبّ مقدّس تكبَّدَ في مُهجتي،جعل منّي إنسانة ناجحة قويّة صعبة المنال
حبيسةُ وجهه الوحيد،لطالما حدّقت بهِ في ليالي ألمي وحيرتي كان يأخذ بيدي نحو النُّور والسلام،لأجلس أنا مُرتاحة أُصلّي صلاة الفجر بعينٍ غافية وقلب جريء
يديه الباردة جعلتْ من يدي قطعة جَليد تَرْتجف!
روحٌ رافقتني تجلسُ الآن بجانبي
ثنايا وجهه الّذي احتميت بوداعتها تحدّق بي فأرتبك خجلاً
ربّاه كيفَ لي أن أجرؤ بالنّظر لعيون كلّما حدّقت بِها أشعر بأنّ كلّ مافي الوجود ملكي،فأعجزُ عن شكركَ بتراتيل خافتة
أكتفي برفع رأسي نحو السّماء تاركة صورة نظرته الطّاهرة لترقد في ذاكرتي دون تحرّر،دون التباس
ربّاه ماذا يخفي خلف تلكَ العيون البريئة،يا تُراه في حيرةٍ من أمرهِ أم أنّها رحمة منهُ على قلبي المفطور
لكنّه لا يبوح!
راحة يدّ رحيمة بي حطّت على كتفي،وكأنّها تُصبّرني على ألمٍ جَليل وتمنحني العيش ثانيةً بعد عذابٍ مُدمي
وهبتني أمان سرمديّ حتّى أصمُد وأعيش لأجل وجه ملائكيّ استقرّ في روحي ولنْ يغادرها حتّى الفناء
عندما حان الوداع،تركتُ لهُ ذكرى بريئة خالدة منّي