ربة الينبوع.. / بقلم : الشاعر عبد الجواد الصالح/ سوريا
في الشام يقتسم الصغار طعامهم والعابرين
في الشام يرتكب الزحام ضجيجه
يهدي إلى الأسواق فتنتها
ويمعن في ارتكاب الشوق للبلد الأمين
في الشام ينقسم الزمان فمرة
لبيادر التفاح والأخرى لعطر الياسمين
في الشام
تقترض السماء نجومها
من قاسيون
وتعيدها عند الصباح
قبيل أن يصحو اليمام على الغصون
الله..! ما أحلى الصباح
يلف خاصرة الشآم
بزنزلخت وزيزفون
رفعت يديها ربة الينبوع
فانسكب السحاب
تفجرت كل العيون
فتحت ذراعيها
فعاد إلى الربيع رؤاه ممتزجا
بأطياف الشآم وبسملت
بالتين
والزيتون
والمطر الهتون
أهدت لبر الشام آيتها
فأورق في عراء الروح بحر
من جنان ومن جنون
ومن الشآم تطل مئذنة ومعنى
لاتخالطه الظنون
ويدق ناقوس المسيح مؤاخيا
مابين بولس حين يعبر للشآم
وبين من يتلو صلاة العيد بالقرآن
حينا بعد حين
فهناك نبضات القلوب
شبيهة الإيقاع بالأوتار
يسكنها الأنين
في الشام يعترف البنفسج أنه
أهدى شذاه لربة الينبوع ..غازلها
فصاغت من جرار الماء نهرا
دائم الجريان ينبع
من أصابعها ويمضي
لايكل ولايهون
والزهر يزحف
يمتطي ظهر الحقول الذاهبات
إلى الشآم مطوقا أعطافها
متوددا لطريق ربوتها التي عبرت
مفاتنها سني القحط
كي تلقي التحية والسلام
لربة الينبوع يسكرها
جمال الشام
هامشها.. حواشيها.. ولألاء المتون
ياربة الينبوع جن الصيف فانسكبي
على وسع البلاد وأكملي
للشام زينتها
فإنا قادمون
جئنا نؤسطر للشآم غرامها
بالقادمين من المحال
وسبعة الأنهار
تسقي الربوتين