هذا الليل صبي شقي ../ بقلم : يزن السقار/ الأردن
ينقر كل أبواب البال و يهرب
تاركا أجوبة تجر أسئلة
و أسئلة تمخر تلابيب الرهان
يقول الساهر على أول البلل
لم يرهقني سوى سؤال الـ ماذا بعد
سؤال يفتح سيرة الماء على مرأى العطش
يُغرق أصابع الحكاية في رشد المسافة
و يقول ماذا بعد
لا تعرف نهاية كان
أم وشاية بداية
مفترق على بوابة الذكرى و الحلم
اهتزاز في أرض المعنى
يعيد تصنيف الدوائر حسب حجمها
و يدخلها في لعبة فوق سطح الماء
يقول الغريب للبلد الغريب
ها قد وصلتُ
و ماذا بعد
كأنه لم يسافر
كأنه لم يصل
كأنه يعيد هز غرابيل الفكرة في رأس الرهان
تقول العاشقة و ماذا بعد
ها قد تفتح زهر القلب
و فاح الهوى
و الوطن جريح في غمار المتاح
كأنها تسأل
بداية هذه أو وشاية نهاية
تقول الأم و ماذا بعد
كبر الأولاد و بقيت كما أنا
أم بقلب لا ينام
كلٌ مضى في التجربة
و لازلتُ أراقب الأمد كيف عبث بملامح الأيام
و كأنها تقول لكل فصل أوراقه
تَيْنَعُ و تتساقط غير متظاهرة
كأنها وشاية النهاية
نهاية أظافرها في ياقة البداية
يقول الشاعر و ماذا بعد
غزلتُ من المعنى مرآة الجوى
نقشتُ الحبر على جسد السفر
و مضيت حتى تغيرت ملامحي
و كأنه يقول أنفقت في القصيدة عمري
لا أنا كتبتُ قصيدة المشتهى
و لا صار المجاز طوع نهري
و كأنه يقول
على مفترق البداية و النهاية أنا
أضعت مكاني
و لازلت أراهن الرهان