امرأة من زمن النور
يقتادُني قوّادي
يقتادني وأغلالي وأصفادي
يقتادني مزهوّا
يرفلُ بي على هودج
يطمئنني بأنني بعد اﻵن
ﻻ...لن أُرْجَم
وأني ب"إذن الله "
حليلةٌ لكلِّ الرّجال ...
يقتادُني كما هرّة مدلّلة مُتْرفة
عند بيطريٍّ مُحترف
يستأصلُ قلبي ...دمعي ودمي
باﻷحمر يكسوني
باﻷحمر يكفّنني
باﻷحمر يعريني
يقتادُني قوّادي
اللبانَ أمضغ
عيوني ﻻ ترى ..ﻻ تنظر
آذاني ﻻ تسمع
أفتح فاهي
موائي يبتلع لساني
يقودني قوادي
الى البائس اﻷول
الى البائع اﻷول
الى الجائع اﻷول
شريف من مكة
يقطن الكعبة
أوﻻده ثمانية
في المسجد
يبيت
أولُّهم
ثانيهم
كماثالثهم ...وآخرُهم
"نحن نأكل خبز كفافنا
نتلو آياته
نسبّح بحمده
"عليَّ أن أهمَّ بك
وﻻ ...لن أهيم..."
يتقدّمُ ...يتبسّم
يُربك ...يُذهل
خنجرُه في جسدي يتلوّى
ولُوجه يتعثّر
مَيْتَةٌ أنا سيدي
منذ الموتِ أﻷول
منذ مضغني وﻻكني
وبصقني
قابيلُك اﻷول
هالَه طعمُ موتي
المدوّي المجلجل
كلّ النّساء في تئنُّ
كلّ النّساء في تصرخ
أنا الحقُّ اﻷسود
من يدنو مني
كوابيسه تتحقّق
من عريّ صدقي
يتآكله الخزي ...يشهق ....
عادني الثاني
وصايا يسوع يرتلّ ويردّد
" أمرني الله أن أحبَّك
وسأحبُّك
حتّى تهتدين ...
بوحي بأسرارك
إخلعي أسمالك
ودعيني أعبُّ الخطيئة
من جسدك اللعين
لعلّه يرضى ...لعلّه يرضى "
كنْتُ المزارَ والمحجّة
كلهم أمامي يتعرّى
كلهم في جسدي يصلّي
كلهم يلعقُني ...
دما اسودَ عفنا
يلفظني
أنا الغاوية
أنا الزانية
انا الفاسقة
انا الفاجرة
أنا المومس
أنا العاهرة
كلهم في بﻻدي شرفاء
كلّهم أهلُ ذمة
كلّهم أهل دين
كلّهم على يقين
أنا الوحيدة التي
تستحق
رجما مؤجّلاً الى حين
الى حين جسدي يغقدُ لدونتَه
الى حين دمي تفوح عفونتُه
الى حين يبهت اﻷحمر القاني
والأبيض الفضفاض النقي
يغمرني ..يغشاني
أكفّن باﻷسود
وجسدي للكواسر يُنثر
الكل يلعنني
بالشوك أتوّج
لن أبكي ..لن أحزن
فعين الله ترمقني
تعدني بالفرح العظيم !
(يمامة تقتات النسور !)