كُونِي خَلاصِي:
مَا قَلَّ وَجْدِي لِلْحَبِيبِ وَمَا انْقَضَىٰ
بِقَسَاوَةِ الْأَيَّامِ حُبٌّ لَاعِجُ
مَاانْفَكَّ يَصْرُخُ فِي الصَّمِيمِ أُوَارُهُ
وَيُبَارِكُ النَّبَضَاتِ شَوْقٌ مَائِجُ
فِي مُدْنَفٍ رَضِيَ الْهَوَىٰ كَعَقِيْدَةٍ
وَبِقُبْلَةِ الْمَحْبُوبِ صَارَ يُعَالَجُ
أَحَبِيْبَتِي وَالسَّيْلُ قَدْ بَلَغَ الزُّبَىٰ
وَتَمَلَّكَ الْأَعْنَاقَ عَاتٍ أَهْوَجُ
إِنِّي بِحُبِّكِ أَسْتَعِيْنُ عَلَى الرَّدَىٰ
إِذْ ذَاتُ صَدْرِي مُهْجَةٌ تَتَأَجَّجُ
وَقِيَامَةُ الْأَشْوَاقِ مِنْ حِمَمِ الْأَسَىٰ
كَقِيَامَةِ الْفِينِيقِ عُمْرٌ يَبْلُجُ
عَيْنَاكِ صُبْحٌ وَابْتِسَامَةُ أَيْكَةٍ
وَزَبَرْجَدٌ شِبْهَ الثُّرَيَّا يَخْلُجُ
وَالْبَاقِيَاتُ مِنَ الْمَفَاتِنِ كَرْمَةٌ
رُوْحِي بِخَمْرَةِ عُودِهَا تَتَلَهَّجُ
لَمْ تُبْهِجِ الْعَيْنَيْنِ بَعْدَكِ طَلَّةٌ
مِنْكِ الطَّلَالَةُ كُلُّهَا تَتَبَرَّجُ
أَيُّ الْمَنَاهِلِ فِيْكِ أَنْهَلُ طِيْبَهُ
نَهْدَاكِ أَمْ ذَاتُ اللَّمَىٰ تَتَهَيَّجُ؟
أَمْ صَحْنُ خَدِّكِ ذُو الشُّرُوقِ وَذُو الشَّذَا
أَمْ قَدُّكِ الْمَيَّاسُ إِذْ يَتَغَنَّجُ؟
لَامِثْلَ جِسْمِكِ بالْأَرِيْجِ حَدَائِقٌ
نَهَضَ الْبَخُورُ بِرَوْضِهِ يَتَأَرَّجُ
وَنَدَى الرُّضَابِ عَلَى الشِّفَاهِ مُدَامَةً
ثَارَ الْهَوَىٰ مِنْ وِرْدِهَا يَتَبَهَّجُ
فَكَأَنَّمَا دُنْيَاكِ فُسْحَةُ مَأْمَلٍ
و كَأَنَّ مُزْنَكِ فِي الْهَجِيْرَةِ يَثْلُجُ
يَا تُحْفَةَ الْعُمْرِ الْمُعَتَّقِ بِالْعَنَا
وَحِكَايَةً بِفُصُولِهَا أَتَهَزَّجُ
كَمْ لَيْلَةٍ وَرْدِيَّةّ قَضِّيْتُهَا
مَابَيْنَ ثَغْرِكِ وَالنَّوَاهِدِ أَنْهَجُ
سَحَرَتْ. وَأَمْتَعَ خِلُّهَا بِأُنُوثَةٍ
سَمْحَاءَ بِالْإِغْوَاءِ لَاتَتَحَرَّجُ
وَ تَوَهَّجَ التَّهْيَامُ تَحْتَ ظَلَامِهَا
كَالجَّمْرِ تَحْتَ رَمَادِهِ يَتَوَهَّجُ
كُونِي خَلَاْصِي وَاخْتِصَارَ تَعَاسَتِي
وَشَرِيْكَةَ التَّقْدِيرِ يَوْمَ أُتَوَّجُ
وَأَنَا عَلَىٰ سُنَنِ الْمَحَبَّةِ سِيْرَتِي
وَلِعَالَمٍ تَحْيَيْنَهُ أَتَدَرَّجُ