إليَّ تعيدُ جميعَ الهَدايا؟!
وحقًّا نسيتَ بأنّا وقعنا بعمقِ الغرامِ
وأنّا جَمعنا ببدءِاللقاءِ ورودًا بطيِّ الكتابِ
أتذكُرُ كيفَ تَغذَّت بعطرٍ حروفُ الكلامِ
وَمنها أحَكنا غرامًا بعمقِ الحَكايا؟!
أترضى ضَياعي بصندوقِ قهرٍ
وَترضى ببُؤسي وتَرضى بيأسي بتاليهِ عُمري
وَتَرضى بقَتلي بِحبلِ المَنايا؟!
نسيتَ بأنّا رَقصنا بذاتِ الشتاءِ بظلِّ السماءِ
رأونا وقالوا "جُنِنّا" فَقُلنا "عشِقنا"
وما العشقُ عارٌ ورغمَ الصقيعِ فنارُ المحبةِ تكوي الحَنايا
وأنّا جَرينا كنهرٍ نصبُّ ببحرِ الهيامِ
فإن كنتَ دِجلةَ قُِل ما سمعتَ نداءَ الفراتِ
أصوتُ الفراتِ يضيعُ كصوتي هباءً نَثيرا
نسيتَ بأنّا صببنا الوعودَ بعمقِ البحارِ
ورغمًا لمدٍّ ورغمًا لجزرٍ ورغمَ الرمالِ؛ حفظتُ الوعودَ وأنتَ تقولُ: غزا الشطَّ موجٌ وهدَّ مُنايا
أجبني حَبيبي
علامَ التخلّي
تغاضيتَ عنّي وأبقيتَ قلبي يُعاني وَحيدًا
فكيفَ تخونُ العهودَ وأنتَ حَبيبي؟!
أجبني فما عدتُ أدري
أراني وقفتُ ببابِ السؤالِ أنادي جَوابًا وأخشى الخَفايا
أراني تعبتُ
تعالَ بليلٍ بشباكِ حلْمٍ
تعالَ بصبحٍ ولَملِمْ جِراحي
تَعالَ إليَّ وقُل لي: ندمتُ
وآتِ بعذرٍ لما زالَ منّي بَقايا
أطفتَ البلادَ لتحظى بأخرى؟!
يقولُ الغريبُ بأنَّكَ ماضٍ إليها
أأخبارُ داري بحضنٍ لِجاري؟!
تبيعُ السنابلَ قصدَ الجفافَ
سكاتُكَ عارٌ
فهاتِ الحقيقةَ قُل لي
أناديكَ تسهو وَترعى سِوايا؟!
وكيف القرارُ أتاكَ جريئًا
وكيفَ السبيلُ تراهُ بِدوني
قبرتَ المشاعرَ في مستطيلٍ
أهذا جزاءُ المحبَّةِ تُرمي سِهاما
فَقُل لي وقُل لي
أيا من أراكَ كَكُلّي
أما عُدتُ كَما قلتَ عَنّي
بأنّي وأنّي وأنّي وأنًي
وإن متُّ فيهِ هَواكَ فأنتَ القتيلُ وأنتَ فداي؟!