أَراكِ من خَلفِ الضَّباب
حقيقةٌ أنتِ أَم سَراب؟
رُحماكِ من هذا العَذاب
قد فارَ بركانُ الغِياب
القَلبُ بِالأشواقٍ ذاب
الفِكرُ يأكُلهُ ارتِياب
والرأسُ قد شاخَ وَشاب
والعُمرُ أَضحَى في ذَهاب
يا رَبُّ ما هذا المُصاب!!!
إن شِئتِ تَذليلَ الصِّعاب
تعالي نَختَصِرُ الشِّعاب
تعالي نَفترِشُ السَّحاب
ولنَعصُرِ الحُبَّ شَراب
فَالخَمرُ تَثمَلُ في انسِكاب
ولنَرتَشِف حُلوَ الرُّضاب
جُنونُكِ عَينُ الصَّواب
عيناكِ مَبعَثُ إِنجِذاب
وقَوامُكِ عَجَبٌ عُجاب
والشَّعرُ يَسري في انسِياب
لا زِلتُ أَنتَظِرُ الجَواب
إِجابَةً دُونَ حِجاب
أَما لِبَهجَتِنا إِياب؟
لِتُرَمِّمِي أَثَرَ الحِراب
وَلِتُصلِحي ذاتَ الخَراب
هَل أَنتِ تَبغِينَ اقتِراب
أَم أَنتِ تَنوينَ انسِحاب؟
ضُمِّيني يَجزِيكِ الثَّواب