أَسقِطْ قِناعك أيُّها الحزن..
...............................
سأمنحُ قلبي للأنبياء الغاضبين
لأن ريحا قلمتْ
أصُصَ الوردِ..
ماتَ النهارُ
ماتَ الليلُ والشجر
أُعدِمَ الغناءُ..في أشعارِ درويش
لم يبقَ لي وطن أحبكَ فيه
غير نخلةٍ..بلا جدائل..
غير صفارات إنذار
تغرق في مطر بربري
غير صلواتِ أحزمةٍ مارقة
تقتاتُ بعناقيد التمر..
بالزيتون..
بالعصافير الخضر
بزمن الشعر الأصم..
بالطفولة السرية
المُتواريةِ
عن عهرِ قناص..
هاأنا أفصِّلُ قلبي مائةَ قصيدة
أعلقها على شجرة الميلاد
ضماداتٍ وقوارير دم
وشطائر همبركر..من تراب الحضارة
للأطفال والفقراء..
لموتى لم يبكوا ذاك الصباح..
بل...ساروا خلف نعوشهم
يحملون حياتهم المقتولة
كي لا يموتوا من جديد..
لأن ريحاً هبت
من ثغر الشتاء
حين اشتعلت النار من الماء
الموتى تعانقوا فوق عُرينا المفضوح
ضحكوا من رقص قهوتنا
فوق موائدِ العزاء..
من طبُولنا التي تعزف للخيول المروضة بالسوط
من الخطيئةِ المدوية جهة النهر..
من عُهرنا الذي مازال يكابر
من كتب التاريخ التي لم نقرأها
تمجيدا للضجر والفوضى التي تلبس أرواحنا الشاحبة..
لندخلْ سريعا
تواريخَ الخاسرين..
فالحزنُ جنسٌ عربيّ
يسَعُ كلّ الأحلام..
ماعدا الحبَّ..
ماعدا السلام..
لأن ريحا تُغْلق منافذ السماء
بما استطال من لحى..
سأغسل مرآة عيني
أطلّ على من يولدون
بعد مواسم الصيد..
وأنا..
أشقُّ ثوب قصائدي...
..............
أمينة غتامي/المغرب