سأبكي عليكَ "4"
سأبكي عليكْ
كي تقتربَ منّي غيمةٌ
أو يَفيضَ في عينيّ نهرٌ ونهرٌ
ويصيرَ لونُ البُكاءِ
مثلَ لونِ الشعرِ الذّي ينسابُ على دروبِ الليلِ
والعتمِ..
للبُكاءِ في حَضرةِ هواكَ وجهٌ مِنْ نارٍ
تُوقَدُ في مِحرابِ أشواقي
فتأكلُ عِنبَ الفؤادِ
مثلما تأكلُ الآفاقُ وَجهَ الشمسِ
وكما ينهشُ الليلُ
عيونَ الأنجُمِ..
في البُكاءِ أنتصرُ على الشّوقِ السكرانِ
وأعرفُ أنّي أُشيدُ من الدمعِ وطناً
لا يخطرُ ببالِ أحدٍ
ولا تُبصرهُ عينُ أحدٍ
ويرقصُ على كفّ الحبّ تارةً
وتارةً يثورُ على الظُلمِ..
أبكي عليكَ
يا منْ أغلقتْ في وجهي أبوابَ اللقاءِ
وتركتْ قصائدي المُعلقّةَ على جدارِ القمرِ
مثل أرملةٍ تبحثُ عنْ خبزٍ
فإن أبصرَها عرّافٌ وساحرٌ
تَلعثمَ وشابتْ فيه حقولُ الفضّةِ
منَ الرأسِ إلى القدمِ..
ــــــــــــــــــــ
محمد العبيدو