ولادة.....
جلست كعادتها على شرفتها فوق كرسيها الهزاز.وفي يدها لعبتها التي صنعتها بنفسها تهدهدها وتغني لها (يالله تنام لدبحلك طير الحمام ) وتواصل شرودها الدائم وهي تنظر نحو الأفق ترسل من عينيها كل لواعج نفسها المعذبة .تراقب الشمس وهي تبكي غروب يوم آخر.وتتكئ على أحلامها وهي تنتظر .
تحمل لعبتها بيديها .وتضعها على صدرها تخاطبها:كلي ياحبيبة أمك ..ارضعي فغداً يوم آخر..سأجعلك تكبرين أمامي ياوردة عمري..سأضع العالم بين يديك ..ستصبحين أجمل فتاة في الحي ..ستتراقص أجراس الزهر من أجلك ..فأنت أميرة أحلامي...
آه يابنتي ...ياحبيبتي ..متى ستأتين..؟؟
لقدا غزا الثلج شعري وتجاعيد الزمن نامت بقلبي ..فهل من بصيص أمل ..؟
لاياصغيرتي لاتبكي ..فأمك لم تيأس بعد هاأنذا أحملك برحمي (تضع اللعبة تحت ثيابها) انظري لقد كبرت في أحشائي واقترب وقت اللقاء ياحبيبة عمري لاتخافي فقد أعددت لك أجمل سرير...
تضع يدها على ظهرها...
يألهي ساعدني أرجوك ...خلصني من ألمي
تتأوه ..تبكي ثم تطلق صرخة قوية .تصمت فتسقط اللعبة من بين قدميها ..فتضحك
ألم أقل لك بأن لقاءنا قريب ياحبيبتي
تحملها بين ذراعيها وتسند رأسها فوق الكرسي ،وتغمض عينيها بعدما تعبتا من التأمل ....وتنام نوماً هانئاً ....سرمديا......
بقلمي ..نهلة علي صالح