كعادتِكَ العوجاء
تُغلقُ بابَ الرَّحمةِ والرَّجاء
وتدَّعي حناناً وحُبّاً
وأنتَ أُكذوبةٌ خُطَّتْ بماء
لا تملِكُ ذرَّةً واحدةً من ذاكَ السَّخاء....
كعادتِكَ
لا تُفكِّرُ إلاَّ بأُنسِكَ في ليالٍ سوداء
تُغرقُها في حُبِّك
وتُثمِلُها من دنِّك
وتفرشُ لها الأرضَ وروداً حتَّى أعنان السَّماء....
هي أُنثى من فيضِ حُبٍّ
جُبلَتْ من عطرِ زهرٍ
هي أُنثى تُرضيها بضعُ كلمات وقتَ العناء
كلماتٌ تجعلُها نحلةً فوقَ أزهارِ حديقتِكَ الغنَّا ء...
تشبِعُها وعوداً لا أصلَ لها
ولا فرعاً في كُلِّ الأرجاء
أنتَ وهمٌ وسرابٌ في صحراء
وهي واقعٌ وأُنسٌ وضياء
فٱرأفْ بقلبِ الأُنثى
وتذكَّرْ: أنَّ الأنثى أُمٌّ أنجبَتْكَ
وأُختٌ رافقَتْكَ
وٱبنةٌ لكَ يومَ تشاء...
وكُلُّنا يشربُ من كأسٍ سقى به أحياء
وكُلُّلنا يلقى ما حاكَهُ فيلبسَ ذاكَ الرِّداء
فٱلبسِ الآنَ ثوبَ عزٍّ قبلَ غدٍ
قبلَ أن يلفَّكَ ثوبَ ذُلٍّ
ثوبَ الفناء.