يا من تذوّقتَ مرارة الكأسِ مُرغما
ونسجتَ له أجمل الأبيات ترنُّما
وخيوطٍ من النورِ في نهارٍ معتما
وتركتَ له نوافذ العمر مرمِّما
يا من لحياتهِ أفنيتَ عمراً مبلسِما
وعضضتَ على جرح الأسى متكتِما
وقصدتَ الدور والمعابد وكلّ منجّما
شلحتَ عمرك بين أكفّه مستسلِما
هل لي بسوألٍ،كيف للحبِ أكون راسما
وعلى ثغر الحياة وجداً باسما
وطيفكَ الذي غابَ آفلاً مُتألما
وها قلبي الذي كان بكَ مسترحِما
ما لي أراكَ على الرحيل عازما
ألم ترى فؤادي بعدكَ منهزما
وانتَ سرّ بقائه وبسحره مفعما
إني عشقتكَ فبادلتني تيهاً وطلاسِما