.....يا وطني ....
ما زال يصرخ
داخلي ذلك الطفل الصغير
وما زلت اذكر أمي
ترمي ضفائرها
اتسلقها
وبرفق تشدني واطير
فتحت ازرار عمرها
اخرجت قنديل
يضيء ايام
خنقت خطواتي
ومنعتني من المسير
أذكرها وهي تركض
وراء رغيف يهرب منها
وهي كمهرة تلاحقه
لتسكت افواها تلعق عشبا
يابسا مريرا
نظرت من ثقب
منديلها
فلوح لي حرف
لم يزل
مقعدا
ممنوع الحراك ،رهينا
مزقوا قميصه
بناب ذئب
صافحه من طعن الخاصرة بسكين
فتح الغيم عيونه
وانتفض حزين
حبس الدمع
دق الرعد طبله
منذرا بالزمهرير
سقط حرف المكان
وتفحم الزمان
يا الهي
الفجر اصبح صغيرا
والظل كبر كثيرا
فمن سيجمع أشلاء الشمس التائهة
قالوا :
هنا قانون
وهناك حقوق إنسان
فأين هم من كف اخي
مدمأة على الجدران
وعويل الجيران
أف لحقوق
لم تأبه لليل شق اصوات الصغار
رأيتها مذعورة
خبأتها تحت قميصي
سقط الزر من عروتي
ملهوفا محموما
وها أنذا
منذ ولادتي اختنق داخل ظلي
وأرتجف
أقايض حيرتي بنهر الخطر
حملت النهار بيدي
ضاعت يدي
منذ سرق السياف النظر
وانا رضيع
قطعة عجين
ابحث عن أضلعي
في سريري تحت لحاف
مزقه الأنين
وثوبي مازال تحت المطر
لاحت لي فراشة
مزقت الشرنقة
ولم يرحمها الغزاة
فغادرت الحياة
وفوق جناحها وردة
فاح عبيرها على الضفاف
انعشها الثوار
بصرخة ارعبوا الغدار
نحن في الطريق اليك
قريبا سيجهض الظلام
ويبزغ النهار
في وطن استباحه ذئب مكار .