عباءةُ القدر ....
عباءةٌ منسوجةٌ من شعر الإبل الأشقر الحنطي ، كانت لي الملاذ و المأوى الدافئ منذ نعومة الاظافر و سنواتي الاولى في هذا الكون البارد. كنت أحتمي في كنفها على نبضات قلبٍ محب من ليالي الشتاء البارد و عواصفه المرعبة .... !!!! هو الذي كان يضمني الى صدره الحنون و يسمع لقصصي و ثرثرتي من دون ان يكلّ او يملّ الى ان يغلب النعاس لساني ....
عادت و تلألأت العباءة في قصة من قصص جدتي 'أم احمد' رحمها الله و ذلك عندما لبست الأبيض المكلل بالفرح و بنفسج الامل ...
" يا حبيبتي ، ان الزوجة ملاذها مهما عصفت بها الايام من مشاكل و مصاعب عباءة زوجها ... !!!
حصل في ما مضى بان أتت صبية تشكي لوالدها زوجها و ترجوه ان يخلصها من عذابها ، بنظرها كان اخر المطاف الطلاق و لا رجوع عن قرارها...فإذا به يدعو كلٌّ مِن مَن حرّم عليها من الأعيان بوجود زوجها ؛ و طلب من والدتها ان تدخلها عارية بعد ان يخبرهم بقرارها ....!!! و بما انه الآمر الناهي فاستجابتا له.... و ما ادراك كيف دخلت ..... مطوية على نفسها ، محاولة ان تستر عريها الفاضح بايدٍ مرتجفة ، خائفة من النظرات التي لم تطالها... فإذا بها تركض نحو عباءة زوجها لتخفي عريها وتحتمي به .... فما كان من والدها الا ان رمقها بنظرة حنونة ... و طلب من حارسها ان يحفظ فلذة الكبد و يصونها فهي من ضلعه و له حافظة .... "
و دارت الايام و لم تعد لي غير عباءة القدر، متوجة روحي بها .....
اهداء لأبو يوسف حبي الاول و لوالدته " عربية" التي غمرت و أغنت حياتي بأجمل العبر و الأخلاق الحميدة.....
احن لك و اطلب من الله عز و جل ان يكون مسكنك الفردوس الأعلى و أرجوه و اتوسل اليه ان يطيل بعمر كنفي الاول .....
سُما احمد الرفاعي