📝 ثَوْرَةُ الْشِّعْرِ
فِيْ هَدْأَةِ الْنَّأْي شَابَ الْحَرْفُ وَالْأَلَقُ
وَدَنْدَنَ الْصَّبُّ وَالْآهَاتُ وَالْأَرَقُ
إِنْ لْمْ نَثِقْ فِيْ مُعَانَاةٍ لَنَا نَطَقَتْ
فَمَنْ بِهِ بَعْدَ أنَّاتِ الْجَوَىْ نَثِقُ
الْشِّعْرُ شَجْو يَرَاعٍ فَاضَ مِنْ حَزَنٍ
يَبْكِيْ حَنِيْنًا فَيَحْوِيْ عَزْفَهُ الْوَرَقُ
الْشِّعْرُ نَسْجٌ عَلَى شِرْيَانِ أَخْيِلَةٍ
إِنْ لَمْ نَصُغْ دَفْقَهُ فَالْقَلْبُ يَنْفَتِقُ
فَلَمْلِمِ الْجُرْحَ وَاهْزِمْ فَوْقَ رَايَتِهِ
رُوْحَ الْأَسَىْ فَرِيَاحُ الْيَأْسِ تَصْطَفِقُ
وَنَاغِ فِيْهِ ضَمِيْرَ الْوَصْلِ مُزْدَلِفَاً
إِلَىْ الْحَنَايَا لَعَلَّ الْنُّوْرَ يَنْبَثِقُ
فَقَدْ نَسِيْنَا صِحَابًا طَبْعُهُمْ مَلَقٌ
وَعَاشَ فِيْنَا صِحَابٌ قَطُّ مَا خُلِقُوْاْ
أَطْلِقْ شُجُوْنَكَ فَالْوُجْدَانُ ثَوْرَتُهُ
تُفَجِّرُ الْصَّخْرَ لَمَّا يُكْبَتِ الْقَلَقُ
فَمِنْ فُتَاتِ الْأَنَا تَنْمُوْ لَوَاعِجُنَا
وَيَبْسُقُ الْحُبُّ لَمَّا يُزْهِرِ الْأُفُقُ
فَاسْبِقْ سَرَابَكَ وَارْحَلْ نَحْوَ قَافِيَةٍ
وَدَعْ سِهَامَ الْهَوَىْ لِلْقَلْبِ تَخْتَرِقُ
وَارْكَبْ خُيُوْلَكَ ضَبْحَا فِيْ مُنَاجَزَةٍ
فَيَنْتَشِيْ مِنْ لَظَىْ أَقْدَامِهَا الْشَّفَقُ
الْشِّعْرُ قُبْلَةُ وَجْدٍ رُحْتَ تَطْبَعُهَا
عَلَىْ جَبِيْنٍ عَنِ الْأَحْبَابِ يَفْتَرِقُ
عَلَىْ الْشِّفَاهِ تَقَاسِيْمٌ مُلَجَّمَةٌ
وَيُجْهِشُ الْصَّمْتُ وَالْأَطْيَافُ وَالْحَدَقُ
مَا أَجْمَلَ الْصَّبْرَ إِنْ ضَجَّتْ بَوَارِقُهُ
وَأَرْعَدَ الْوَصْلُ يَهْمِيْ وَبْلُهُ الْغَدِقُ
فَبُثَّ شَدْوَكَ لَا تَأْبَهْ بِنَازِلَةٍ
فَمِنْ أَنِيْنِ الْرَّزَايَا يُوْلَدُ الْفَلَقُ