الفاتح محمد /السودان
حُرُوفٌ فِي رصِيفِ الحيآة
فِي باحٍ متّسِعٍ
صَنعتُ مجْدِي
وفتَحتُ قِنديلًا مِنْ ماءٍ
فِي قِيعةٍ مِنْ مكانٍ مُتَّسِعٍ
وصافَّاتٍ لُجِّيٍ
هناكَ فتحتُ نافذةً للخيالِ
أجواءٌ مِنَ الطِّرازِ القديمِ
بوحٌ متلأْلئ والأجواء
المنتشِيةُ تتكبَّدُ بظلالٍ
أترامحُ معَ القِصصِ
والحكاياتُ الطَّويلةِ
والسّحُبُ تسقُطُ
فِي جسدِي كسقُوطِ
الأشعِة الشّمسيّة
على جسدِ الكائنُ الحيُّ
أسكُبُ نبيذًا بدفءِ
الحرارةِ الشّتويّة
تُصاحبُنِي إلى المدائِنِ
فِي باحَ النُّورِ
قطعتُ مسافاتٍ خُوَّاءَ
على سلاسِلِ الجِّبالِ
أسافِرُ بحُرُوفِي
إلى الشَّلالاتِ البعيدةِ
أسافِرُ سفرًا بلا عودةِ
* * * * *
على خطِّ الإنتظارِ
أتوجَّه نحوُ منازلِ
الحروفِ الهجائيّة
أطلبُ القليلَ
مِنَ الرحمةِ
القليلَ من الأمانِ
ورغباتِي أنْ أزرعَ
المعنَى فِي قلبي
وأجْنِي الثِّمارَ
مِنْ قصائدِي
وأخوصَ فِي العُمقِ
أتلأْلئ وأبْصُق الحروفِ
في الأوراقِ البيضاءِ
أترسَّم خُطائِي
عِندَ مغِيبَ الشّمسَ
حينَما يفقِد الكرةِ
الأرضيّة توازُنِها
ويأتِي دوْرَ
السّلام الرُّوحِي
بسُرعَةِ البرقَ
سأعلنَ السّفر
إلى خلايَا عشِيقتِي
سأبْقَى فِي خلايَاها
سأدَعَهَا تتَّفِقَ معِي
بأنْ أكتُبَ لهَا
قصيدةً مِنْ حُبِّي
وإشتياقِي ...
سأصنعَ لهَا حُروفًا
جديدةً وأمْحُو
الحروفِ الهجائيّةِ
حينَها لنْ يكونَ بحاجةً
لإستخدامِ الحروفِ
الهجائيّةِ ...
سأتَّفِق معَها بودٍّ
عظيمٍ وببراءَةٍ تامّةٍ
* * * * *
فِي باحَ السّنين
والأعمارِ المنسيّة
والمسافاتِ الخائِنة
إتَّخذْتُ قرارًا
بالبقاءَ على وُدِّي
وتسامُحِي بالحبِّ
عبْقَ الذِّكرياتِ
للمحبَّة والإخاءِ
فعُمرِي وبقائِي
فِي الحيآة
مرهُونٌ بالحُبِّ
بالسَّلام والتّسامح
سأضعَ الكواكِبُ
جانبًا سأصنعَ كوكَبًا
جديدةً مختلفةٌ
عَنْ كوكبِنَا ...
أجمل مِنْ أيّ شيءٍ
سأصنعَ لها كوكَبًا بحُبِّي
سأصنعَ زُجاجةً
وأحْتسِي بِه قهوتِي
ونبِيذِي بزجاجَتِي
الجديدِ وأحيَا
بعمرٍ جديدٍ
فالعالمُ ما زالَ
مُتَّسِعٌ للَّجميع
سأصنعَ ما شِئْتَ
صِناعتِهِ والأفضلُ
قادمٌ لا مَحالَ
فالحياة مجرّد نُسَخٍ