سارة سابق / سوريا
في مساء تلك الليلة الباردة كانت ظلال كوبيّ القهوة تتسامران على تلك الطاولة
بينما زهور النرجس تمد اوصال وريقاتها حاضنه بعضها البعضا في ذلك الوعاء الزجاجي المتكئ على شرفةٍ ابتلت بقطرات الندى ..
وضوء الشمعة الخافت يشق طريقه خجلا من مقاطعة الاحلام المكنونة متعثرةٍ باجنحة الظلام المتسيدةِ شغف الشوق الذي يملأ المكان ..
لهفة اللقاء بعد طول المسافات تتلحف الجدران ..
و وجع الولع يعانق زوايا الغرفة المتشققة من تعب الانتظار ..
تناولا اكواب القهوة التي اعتراها برد الوقت .. واستنشقا بقايا عبير نرجسهما الذي مل وحدة الصمت فأعلن الرحيل ..
الى جرئة العبارات ..
فدفء أنفاسهما قد كان كفيلا بان يخمد بقايا رماد كان ينير ظلمة الليل الكئيب ..
ها هو السكون .. يودع الاحلام من شقوق السفر
ليُنبض على الاوقات تكات الزمن الشقي
كان كل شيء ينبض بتردد .. بخوف .. بدفء عدا اصوات رغباتهما ينشر ضوضاء عارمه تهز عرشهما ..
فناداهما الوعد
و اقتادهما السعد
و تلحفهما العهد
كانت النظرات بينهما تتسابق مع الزمن مدا وجزرا ...
ينتظر بزوغ الفجر ان يشرق من بريق عينيها وهي تأمل أن يطول ليلهما ..
قد ضجرت الرغبات من نظراته المهووسة لحسنها ...
........
فجردها الوقت من لحاظاتها دون أن تشعر لتضحى بين كفيه عارية الأهدام
تكسوها لمسات الحنان
إلا من أنوثتها وعذريتها التي تناديه ..
فكانت ملكة الشوق و الشغف و الافكار ..
مأسورة الجسد و الأحضان و الأبصار ..
فكم تمنت لو انها تشرع ابوابها على مصارعها .. ..
ارجوك اسرع قد تلحفني الصقيع همست باذنه
وهي تداعب ازرار قميصه بشغبها المعتاد حتى تقطعت اوصاله واندثر اسفل قدميها .. وانسدل
كمجنون كلص هارب .. كجندي اقتحم معركته ..
فارضه المنتظرة .. جنته الموعودة ..
كانت قبلة واحدة كفيلة بسكره من رُضاب شفتاها
أن تدمر اركان جسدها .. فتهوى على أرصفة الهذيان ..
سرق النبيذ من كاسات شفاهها المجمرّة
وزاد ثمولا عند عنقها فترنّح على حبال اوصالها كمجنون عشقٍ اختار الهذيان على شرفات جسدها ..
فارتد قتيلا بين نهديها .. ليكونا مثواه الأخير ..
لتتفجر ينابيعها بعد تسيد خريف .. طويل ..
فتفتحت اوراق رمّانها قرب وجنتيه ..
تيقظه بعد سبات عميق ..
قد اعتلى صهوه اوقاتها ..
وشفاهه تتوق لقطف جلّنارٍ استوى على اغصان شوقٍ ارتوى .. من قلب متيمٍ ..
فتطايرت ازهاره .. وتناثرت .. مبشّرة بأنها استوت على شفاه حاصدها ...
غدى الوقت ..
و أنامله تتلمّس تراب .. أسيرته.. حبةً بحبةٍ..
كصحراءٍ هرُمت شاخت عطشاً ..
فراح يسقيها من أقداح النّبيذ ..
من عطر سوسنةٍ ..
من شغف وصالٍ ..
من هوس الأقدار ..
كانت شفاهه تعزف على قيثارة أوتار جسدها ألحاناً دافئة .. ساخنه رغم عصف رياحه والأعاصير ..
وصدى تراتيل شهقاتها تعانق أنين الروح التّوّاقة لرشف عذوبها الجاري ..
.
.
.
.
.
يالسكون اللّيل المليء بالفوضى وصراعات الجنون ...
و يا ويح العروش حين تتكسر.. أعمدتها .. وتنهار الثغور ..
فلا عقلٌ يكبح ولا قلبٌ يكسح ..
فجميع أجزائها عارمة على ملكوت نهره .. تستسلم للغرق ..
ففاح عطرهما كشدوِ ليلٍ هادر باللّمسات ..
عَلَت بأمانيها تعانق الغيوم فأمطرت قبلاً .. أمطرت عشقاً .. ونجوم ..
.
.
.
حربها الغارقة على شطآن بحره في صحراء جسدها ..
ياويلها من تلك الحرب وحبها لصخب الحرب ..
هي تخوض معركة لم تتمنى بها السلام فحرب صراعها ينقلها الى افلاك الحرية وكواكب الاحلام ..
كيف لا و بنسمات قبله أنبتت في أرضها أوراقا و اكاليل ..
وجسده جسرا تتراقص انوثتها على لمسات حلمها الطويل ..
فتناثرت بين كفّيه كعطرٍ منساب توغّل حضنه يأبى الرّحيل ..
غزى بحربه حدود سياجها .. وفجّج انهره في ألباب ارضها ..
.
.
.
.
فهيا أيها الفارس اعتلي صهوة جسدها ..
و ارفع رايتك على ارضك المحرّرة قم بعناق حلمك البعيد..
وكبّلها باصفاد قربك العنيد ..
لتكن لها مقداماً و اجمح على خطوات حلمكما المنشود ..
ويومكما الموعود ..
.
.
.
.
سرقت نشوتهم غفوة الجفون و سحر السجون ..
ليغدواصريعين القُبل..
على عتبات الامل ..
بيوم تشرق بها شمسهما ..
معاتبان الصّباح على ضجيجه ..
سارقاًً منهما سكون الليل الهادئ ..
مودعان ظلالاً خبأت فروسية الأحلام ..
على صهوة الاجساد ...
ليرحلا .. وينتظرا قدوم يوم جديد ..
#على صهوة الجسد ..