عادة سرية
*****
الى شعراء رضوا بالمقصلة دينا للجموع
****
أخذوا كل شيء وعدوه به:
ميراث الحقول٫
،القمح ،الذي شاخ في مخازنه٫
أشجار السنط،
التي كانت تشاركه في حصد الشياطين
من الغيطان في العصاري -
وربما يعني ذلك أن الجميزة العجوز
، كان يدخرها لمواقيت الغرام،
ستضيع ضمن الأرث أو تفر يوم الزحف
مع العصافير التي تنكرت له مرتين قبل صراخ الديك
وربما اشياؤه الأخرى
التي كان يباهي بها التماثيل في الميدان
لن تعود له بعد أن يؤوب من حفلة النباح
***
لم يبق لك الا صيحة واحدة
فهل اخرست الديك
لكي تضمن ولاء اللحن عند الممر
لم يكن هناك بعد الحفل
سوى حقيبة صغيرة عند حافة الترعة
بعدما تأكد من فراغ المشهد له وحده
فتحها بعناية
ولما وجد الظل واقفا بينه والحقيبة
وفاه خيبتيه
حفنة من شعر
وحفنتين من شعير
فتش عن قصيدة مناسبة
كان الجدار المقابل يخلع أقنعة الطلاء
ويكتب عريه تعويذة للأفول
2
بدأ الظل رقصة المراوغة
فخلع الشاعر جلبابه الريفي الأبيض،
"أعده لعرس لم يكن مدعوا إليه"،
وراح يطارد طواحين الظلال
مرة قتل ذبابا كثيرا مهاجرا للجنوب
ومرة قتل الفراخ الصغيرة بعدما ظنها مدرعات
واعجبته صورة على الجدران لزعيم مموه
فسجد حتى اتعبه السجود
ثم عاود المصارعة مع المرايا
والترع واشباح تعبر الطريق بين ضفتين
ولما خارت قواه تماما
بحث عن ورق يستر عورته
ثم مارس الثورة كعادة سرية
في جدار طاحونة قديمة