لكلِّ منَّا ندمُه ..
قبلَ أنْ يغيِّبَنا كلُّ هذا الموج إلى موانئ الحبِّ المُشرد … كنتُ كلَّما رمقتكَ يتملَّكُني الخوفُ ويمنعُني من الكلام معك، إلى أن أصبح كلٌّ منَّا بمنفى . حين شردَتنا المسافات استيقظت جرأتي من سُبات الصَّمت و نَطقتْ عكس الغطرسة الَّتي لطالما ظننتَها أنها إحدى صفاتي...
بوحٌ تلو بوح.. ويومٌ بعدَ يوم اعترفتُ لكَ بمشاعري المتخبطة داخلي، و بالخوف الَّذي يصارعني فينتهي منتصرًا ليعيقَ عليَّ محادثَتَك، وبعد الكثير من الأيَّام الحُبلى بالاعترافات الجميلة و الكلمات المعسولة أسكنتكَ قلبي وأوصدت عليكَ الأبواب لتكون ساكني الوحيد وجعلتُ من حُبِّي لكَ خمارًا لوجه شغفنا من أعين النَّاس الحسودة. لكن حبذا لو أنَّهم حسدونا فانفصلنا ... لقد كنتَ سرَّ نظراتي الوالهة الَّتي لم يفضحها سوى الله، لكنَّ المشاعر المضطربة بين مدِّي الكثير و جذرك الأكثر كانت سبب هذا الانفصال المالح .
لقد قدمتُ لكَ قلبي على طبقٍ من فضة فبادلتني الماء العَكر ذات المشاعرِ المزيَّفة، و فرشتُ لكَ دروبي حبًّا و ورودًا ففرشتَ لي الطريق بمواجعٍ خدشت أصغري . أحببتكَ بصدق من اكتفى بأحدهم، فمثَّلتَ الحبَّ لتروي شهواتِكَ العطشى . وكان قد مرّ معي مرّةً قول سيغموند فرويد: "الجنس يُفسِّر كلَّ شيء"، أدركتُ مدى حقيقة هذا القول حينما اكتشفت كيف تقلبُ الموازين لصالح غرائزك . و إلَّا لما تركتني وحيدةً هائمةً في أزقَّة الوله …
ليتني لم أخبرك بأنّك كُلِّي القابع في يساري، وأن صوتكَ لا يطربُ مسامعي فحسب بل يوقد نار قلبي فيغلي اشتياقًا إليك، ليتني لم أخبرك بكلِّ هذا لتبقى أجمل ما أخفي .
أنتَ تركتني و تبعت نساء الهوى لترضي رغباتكَ بعدما لامستَ الرّفض منّي!
إلَّا أنَّني سأتركُكَ في أعماقي ذاكرةً للصبابة، فأنتَ الروحُ وكلّ ما أتنفس …
#ملاك مهنّا