ريح
--------------------
أصواتُ الرّيح تأتي من دهشةٍ عالقةٍ في قعرِ كأسٍ
لربّما هو اللّهُ الكامنُ في الشّجرةِ خلفَ الأعينِ البلهاءِ
لربّما هو أنتَ القابعُ في الظّلّ تسبحُ في قعرِ الكأسِ
ثمّة مِرآةٌ تَفصلُ بينَ فراشتين
جدارٌ عاكسٌ يكرّرُ الوردةَ
كيْف يمْكنُ لِمن توضّأ بالشّمسِ أن يصلّيَ العتمةَ؟
كيف نُشعلُ الشّجرةَ؟
الرّيحُ كتلميذةٍ نزل الدّمُ منها أوّلَ مرّةٍ
كتلميذةٍ تمارسُ الألوانَ
ترسمُ حدائقَ معلّقةً فوقَ الشّتاءِ
لربّما كانتْ تنتظرُ مطرَ الصّيفِ لتنظرَ يومًا
من ثقبِ نافذةٍ مغلقةٍ
بين اللّحظةِ واللّحظةِ قد يسقطُ طائرٌ من أعلى الشّجرةِ
كمطرٍ
لقيطٍ
لا يمتّ للوردةِ بصلةٍ
هذا المطرُ العاثرُ
المطرُ الهاربُ من الصّيادين
المطرُ الطّائرُ
كيف يمكن لمن لا يرى أن يغنّيَ؟
كيف تتكسّرُ المرآةُ ولا يتشظّى المشهدُ؟
تلك الرّيشةُ تبحثُ عن لونِ ريحٍ لا يصلّي
والتّلميذةُ تلملمُ بتلاتِ وردة حمراء تناثرتْ على فراشِها
ذاتَ ريح...