وَحَيْدَة كَالْقَمَر . .
نِضال الْحَارّ
لَسْت متعجلا فَقَد حَدَّدْت
لمهمتي مَعَك وَقْتًا
مُدَّتِه الْأَبَد
كَي أقترفك أَلَماً
أَن أَطْعَن رُوحَك
بِحُرُوف سافرة
عليٌَ أحْتَمِي مِن دَوِيّ أنهياري
لأصعد إلَى الْفَجْرِ بِغِيَابِك
ألج الصَّمْتَ فِي ظِلِّك الْمُوحِش
أَشَدّ أُنْشُوطَة حَوْل قَلْبِك
وألوي نياطه بصمتي وأبتعادي
وألتياع جِرَاحِيٌّ النازفه
أتدلى من عَلَى خصرك خِنْجَرًا
اِقْتَلَع غُصُون الشَّوْق
وأدس بَعْض أَشْلَاء الذِّكْرَى
بجيب الرُّوح
أرْتَدِي نعليٌَ بِوَادِي
عَشِق رمشيك الْمَقْدِس
وَأُصلِّي عارِي إلَّا مِنْ نبضي
أعامد النُّور بجبينك
وأعتلي عُنُقَك بأظافر
شِفاهِي الجارفة
أتخارج مِنْ ثَنَايَا ثناياك
وأتركك وَحَيْدَة كَالْقَمَر
فِي مَهَبِّ سَمَاء الْقَلْب
أَنْفَذ بِضَوْء النَّبْض
عَلَى مشارف الْوَعْد
لأنتبذ أنعتاقا قُصَيّا
أترجل مَنْ سَرْجٍ عَتْم صِرَاطَك
وَأَنْتَ فِيه عَاكِفَة
أَنْت ياأنت ياوطنا
مترنح الخَطْو مُسْتَنِدًا إلَى الْهَوَاءِ
يُكْمِل بالصحو سُكْرِه
بِالْحِلْم حُزْنِه بِالْمَوْت حَبه
وَبِالدَّم قيدَه عَلَى بَعْضٍ الْحَيَاة
وَالرِّيح بتنفسه عَاصِفَة
عَلَيْك اللهفه
كُنْت أَنْعَي غُرْبَتِه ونأيك
وتلاشي ضَوْء كُلّ مايفضي إلَيْه فِيك
وَمَآل الْقَصَائِد الَّتِي أبرمتها
فِي حَضْرَةِ مشاعرك الزائفه
مُذ وُضِعَت الْقَلْبِ عَلَى أعتاب دربك
سَأَل كَالْمَاء بَيْن ضُلُوعِي
وتوجست رِيبَةٌ الْجُرْح
وعثرتني الْوُرُود
وَهِي تَخَبأ لَوْن الشَّوْك طَعما َ
فِي إوارك الممحون