فتون حسين الحسن / سوريا
#طائر_الفينيق
يا قلعتي
يا وعدَ سيفِ الدولةِ
المعصومَ
من ذلِّ الظُّلامةِ والضنى
حيَّتْكِ أفواجُ الملائكِ
بالسلامِ على ذراكِ
فصرْتِ عاصمةَ الدنا
وإذا الحجيجُ
إلى حماكِ
يذهّبونَ
ملاحمَ الأهوالِ
بالنصرِ المؤزَّرِ مَعدِنا
****************
يا قلعةً
تزدانُ في كلِّ الصدورِ
فليسَ يدري
سادنُ الوطنِ
الشهيدُ
أتلكَ قلعةُ مجدِهِ،
أمْ أنَّه مجدُ القلاعِ،
وأنَّه صرحُ الوطنْ؟
جسدٌ
يعانقُهُ الرصاصُ
فيرتقي صوبَ السماءِ
مسربَلاً بالياسمينِ
يضوعُ من ليلِ المحنْ
****************
عشرٌ عجافٌ
حمّلَتْنيَ وِزرَها
وأنا الشهيدُ
أزفُّ آهاتي
سلاماً للمواجعِ في حلبْ
وكأنَّني أُعتِقْتُ
إذ غُلِّلْتُ
بالكفنِ المرصَّعِ باللهبْ
أيامَ كان الموتُ
يستلبُ الولايةَ
من فراديسِ الأمانِ
ويعتريها مُدمِنَا
في كلِّ ميدانٍ
تَسعَّرَ بالفداءِ
لتغتدي فيه الحرائقُ
من يقينيَ ديدنَا
هيَ ذي بلاديَ
سِفْرُ تاريخِ الكماةِ
ونصرُها أسطورتي
أبطالُها
عرفُوا السماءَ
فقدَّسُوا
بعثَ الوجودِ بآهتي وبآيتي
وعلى خطايَ
تفتَّحَتْ
خُضْرُ الذواكرِ
فاجتبَتْنيَ
كي تباركَ من غيابيَ عودتي
****************
فوقَ القبابِ
أرى الصليبَ
معانقاً روحَ الهلالِ
يفِلُّ بالإيمانِ عاصفةَ الردى
سوريَّتي
نهضَتْ من الموتِ المقدَّسِ
واْنتضَتْ
جسدي لتفتكَ بالضلالةِ والعِدى
فإذا بموتيَ
صارَ ميثاقَ النبوءةِ
كلَّما بُتِرَتْ ذراعيَ
أنبتَتْ أخرى
لتحملَ رايةَ الوطنِ الأبيِّ
وتحتويهِ تهجُّدا
شهباءُ
تربُ السنديانِ
وصنوُ هامتِهِ
وقِبلتُها قرينةُ مجدِها
والغارُ
تاجُ القلعةِ الشمَّاءِ
يتلو بالملاحمِ
سرمديَّةَ عهدِها
****************
اِخلعْ بها نعلَيْكَ
أنتَ الآنَ في شهبائيا
وشمٌ يكلِّلُ أبجديَّاتِ الخلودِ
وأرتقيهِ ببعثِيا
فإذا تكلَّمَ نصرُها
حاكى تراتيلَ الألوهةِ في طوى
لا تختبرْ
فيها البهاءَ ولا الجلالَ
فكلُّ تَخْمٍ من سلاسلِها
خبيرٌ بالمعارجِ
والمطالعِ
و الجوى
يرنو إلى أسوارِها التاريخُ
يعلنُ للعُداةِ
صليلَ نصرٍ ما ارتوى
هذي صفيَّةُ عصرِها
مهما دهَتْها
النائباتُ
يَظلُّ مرقاها عدنْ
شهباءُ نصرٌ
عمَّدَتْهُ رُقى الجنائزِ
بالدموعِ
وبالزغاريدِ العصيَّةِ في الشجنْ
مِنْ ثَمَّ أشرَقَ
من ضلوعيَ
واْجتداني كي أكونَ سميَّهُ
فإذا بكلِّ الكونِ
يُسميني (الوطنْ)