لا أؤمنُ بالمرأة التي تنسى جرحَها..
لا أؤمنُ بالرجل الذي يتَّسعُ قلبُه لكل الجميلات
أنا فقط أؤمن بروحك التي تتَّسعُ عشقاً لكلِّ فصول الحياة
تعمدني ليلاً بكلِّ الكواكب الفضية
تزرعني بمحراب الوفاء صلاة من الورد
يطوف بي صمتك على كلِّ الخلجان
فأكون خالدة بروحك كأسطورة سومرية
يا كاهن قلبي وربيع أغنياتي
حبُّك يتحوَّل الى معطف يُدفئ كلَّ كلماتي التي لم أكتبها بعد
وقبلاتك ما زالت تطعم شفتي كل أحلام العسل
حتَّى جبيني نبتت عليه روائح الغار حين أيقنت أنك قدري
أحبك بكل إيماني المغموس بالرضا
بكلِّ خرائبي وهزائمي وانكساراتي وحتى عنادي
أحبك رغم أن أرضي لا تثمر القمح ولا تمر بها الا فصول الشتاء.
حتَّى مشاعري المنفية تحاول العودة لبيادرك
يقال أن المرأة معطاء...
لكني امرأة لا تُجيد سوى الكتابة ولا تهبك سوى برقياتها التي أنهكها الشوقُ والجمود
برقيات تطير من نافذة غرفتي التي تُشبه المعتقلات العربية
هل تتذكر المعتقلات في بلداننا العليلة...؟
غرف شاحبة وجدرانها باردة ولا تطلُّ على الشمس
فقط تحلم بالنور
وهذا حال كل امراة تعيش بمجتمعات ذكورية
تحب بصمت وتشتاق بصمت وتعاتب بصمت وتهجر بصمت وتقتل بصمت
أن نحب من خلف الشاشات ونكتب ونبكي من لوعة عدم اللقاء
ونرمي بكل زهور أمنياتنا من خلف سور سجون بيوتنا
لأننا نخشى عليها من أقدام السجان ووحشية الجلاد
نخاف عليها من ثقل الأصفاد وأسلاك الأعراف
"(أنا الي بحلم كل ليلة بيك..واحشني منك كل حاجة فيك)"
هذه الأغنية حال نساء مجتمعاتنا..
لا تملك بيدها سوى بضعة أحلام وكثير من الأشواق
أحبك بكل ريح الجهل التي تعصف بمدينتي
بكل هذا البرد الذي يكفر عن سيئات صيفنا الحارق
أحبك بكل وجعي من هذا السعال الذي فتت صدري
بكل مرضي وصمتي وغيابي وحتى دمعي على نفسي
ليت برقياتي تأكلك قبلا بدلا عني
ليتها تعانقك وتتعتق برائحتك
فلا سكر في الحياة يوازي حلاوة وجهك
لن أصلب على صدرك حتى أستعيد حريتي
ولن تهطل غيومي مطرا حتى أتخلص من صواعق الظلم
فلست ممن يرتضي بالشغف المسروق
ولست ممن يكتفي بعناق يعقبه فراغ يهشم صدري
لا أريدني صدى بحياتك
أريدني صباحا وزقزقة عصافير تنعش نوافذ قلبك
أريدني بحرا ونوارس وموانئ وقبيلة نساء تحاصرك بالفرح
أريدني رقصة تطربك كل حين
أريدني فصولا من الأعياد تروي و تطوق قرى حزنك المنهكة
أريدني قصيدة توازي حسنك أيها اللذيذ
ميثاق كريم الركابي