من رسائلي إليه ..
لا أدري فعلا كم يلزمني من الوقت لأرتب الفوضى التي حصلت في روحي منذ دخولك عالمي الطفولي الهاديء .
كم يلزمني من استحداث أسباب مقنعة لذاتي أنّ ما حصل كان تقدير خاطيء وقرار لم يكن في محل عينه حين أحببتك .
كم يلزمني من الوقت لأرمم جدراني المهترئة المتهالكة وكأنها عجوز في التسعين انتقلت بفجاءة غريبة لهذا الرقم بزمن يعادل الثلاث سنوات منذ عرفتك .
وهل الطاقة المتبقية لدي كافيه لطي الغيمات التي أهطلتك غيثا وحبا والرحيل بها بعيدا .
لا أدري حقيقة من سيساندني لرمي الزمن الذي قضيته معك من نافذة العمر ومسح ذلك الضباب الكثيف الذي تكون على زجاجها وتلك الغشاوة التي دمجت مع زجاجها حتى صدقت أنا أنها نافذه لا يمكن فتحها مرة أخرى على هواء وماء وربيع طلق .
أتساءل أحيانا ..هل بإمكاني تكوير الشمس في يدي ذات لحظة لتشرق من زوايا الروح وأفقها الذي بات ضيقا كأنه ثقب صغير منذ رأيت وجهك المختبيء وراء طفولة مزيفة .
أيها المتأبط بتلابيب الذاكرة ...متى ستمحوك ذاكرتي لتعود هي بكرا آتية من رحم الحياة .
لا أدري فعلا كيف سمحت لك بأن تتركني كأرض محترقة
عشب تيبس بداخلي كم احتاج لتعود إليه شرايين الماء والحياة
وتلك النباتات الطفيلية التي غطت سماء الروح متى ستقطعها يداي التي ارتجفت خوفا منك يوما .
حين هزمت أمامي تركتني كأرض جرد هذا ما أتذكره وعلمته ولكن ما أعلمه جيدا الآن أن النور بدأ يتسلل إلى ثنايا الروح وأن شيئا جميلا وثمرا صغيرا بدأ يتبرعم داخل الروح .
لتصدق
سأكون بخير يوما ما وهذا اليوم بات أقرب إلي من أنفاسي .
وسام الأصفر .