لماذا
تركتها لي...ذاكرتكَ
وأخذت الجسد؟!..
قلت لي...
لقَّم عصافيرها تبغ مشاويرنا
قلَّم أشجارها
ونم على دكّة عطرها..حارساً أمينا
و قلت لي.. .......
صديقي..من أخبرك؟
أني أصلح وحدي...وصّياً
على التفاصيل الصغيرة..
في هذا البلد
تعال..
عد من موتك الهمجي..
دثَّرني
فقد..هبّت ريح السموم
وما من منجى..
في شمالٍ أو جنوبٍ..
سوى دفء يديك
ها...نسلُ الصحابةِ هبّوا
..يتناوشون..معطف ماضينا الأنيقِ...
كـ..قطّاع طريق..
ساوموني..
ما بيني وبيني..
فماذا أقول؟؟..
و مصحف معبودك قاتلي
و مصحف معبودي..يتشهّاك... القتيل
صديقي...
تغيرنا هنا..
لم تعد العابرات بغنجهنَّ-كما كن-..يوزعن علينا ابتسامة..
تباعدنا..
صار الرصيف كوكبين
وما بينهما قيامة!
و أمي..
التي رتقت جواربنا ذات صيف
تندب ظلّها.. خرساء
و تسأل..-إذ تعجز عن التفسير -..:
..ولدي...هل آن لي أن أموت..؟؟
فـ... ألوذ.. بالصمت..
أُقبَّل.. فضة منديلها..
بغيمةٍ..وسكوت
صديقي..
أقسم..ما وددت أن أموت..
لكنهم..
ساوموني
فخبّأت ذاكرتنا..عصفوران في قفص
علّقتها... سراجاً ناحلاً..
لا يغشي العيون.. أو..
يحرق الفراشات..
إذ يروي قصص
ومشيت...صوب موتي..أناديك..
/اقتلوني...كي تقتلوه../
و.......مضيت!
فهل...رأيت..
كيف لا أصلح وحدي..وصيّاً
على التفاصيل الصغيرةِ
في هذا ..البلد.