… غرّيد السواقي…
هذا دمي وقد نزفَ
خذي منه إن شئتِ
واجعلي منه مداداً
أو خذيه ولا تُبقي
حتى أسباب حياتي
وانثري بين السطور
كل حرفٍ فيه ذاتي
واكتبيني على ورقٍ
عاشقاً كل اللغاتِ
هدئيني واسكنيني
بين لحن الأغنياتِ
ثم غني واطربيني
وارقصي فوق رفاتي
أرسميني بعد موتي
شمساً تبدّد ذكرياتي
وانسجي فوق لحدي
طيفاً يزور جراحاتي
أحفري فوق الشواهد
إسمي وعمري والجناة
إسمي غرّيد السواقي
وعمري خمسُ سنواتِ
مذ زرعتك في عيوني
وقطفتني قبل إنباتي
وقتلتني برمش عينيكِ
وغربة ثغركِ يا فتاتي
إزرعيني جوف الترابِ
ذكرى عاشت بِ مماتي
وارحلي من بعد نومي
إتركيني في سُباتي
عودي إلى حيث كنا
وابحثي خلف مرآتي
هناك خبّأت أوراقي
دفاتري وكل صفحاتي
إقرأيني واكتبيني
من حبر دمي ومن دواتي
وابتسمي قدر ما شئتِ
قد أعودُ… من مماتي