" عـلـى بـابِ الحـياة "
خـطّ البـنانُ إلـى أن مَـلَّ لُقـيانا
وصـاحَ غيظـاً كـفـى هـل بتَّ لُقـمـانا
إنّـي مَـلَـلتُ كـتـاباتٍ أزيّـنُـهـا
وصُـحبتـي قـلمـاً كُـرهـاً وإذعـانا
عانيـتُ حُكـمـكَ طـولَ الـوقتِ تشـغلني
وأنـتَ أول مـن يـدري ومـن عـانـى
كاللّاءِ في القـولِ ـ إلا في تشهّـده ـ
يفـارقُ " العـاكِفُ الإبهـامُ " إيّـانا
هـاقـد رأيـتَ نحـولي وانحـنائي أمـا
آن الأوانُ لِأَن أُشـفـى أما آنَ ؟!
لا في شـباطَ ولا تشـرينَ تعـتِـقنا
مِـن كفّتينِ لـنا فصّـلتَ مـيزانا
لـم تـرحـم القـلبَ أنّـى سـوفَ تـرحمـنا
وفي المـنامِ نخـطُّ الإسـمَ ـ إيمــانَ ـ !
مُـرَّ الضّـريعِ وغـسـاقـاً تُجـرّعـني
نارُ الحـياةِ ومـا أضـمـرتُ طُغـيانا
مـن غيـر جـرمٍ ولا ذنـبٍ تُـعذّبُني
ما كان كُـفـري ولا صـدّقـتُ شـيـطانا
لكـنّـهـا مَـكـرتْ إذ وادَعَـتْ وَدَعِـتْ
وواعـدَتْ وادّعَـت طِيبـاً وإحـسـانا
رقَّ الحـنانُ عـلى حـالي فـعانقني
وأطـلَقَ الـدّمـعَ مـن عيـنيـهِ هـتّـانَ
والـشّـوقُ مـن حَـرّهِ إذ جـئتُ قَـبّـلَني
ألـفـاً وزادَ ولَـم يَفـتُـر ولا لانَ
واليـأسُ قَـطّعـني إرباً ومَـزّقـني
فـي كـلِّ حـادثـةٍ ألقـاهُ عِـنـوانا
أمّـا العـذابُ الـذي بالـنارِ غَـلّفـني
مـا زالَ عـنّـي سـويعـاتٍ ولا لانَ
والصّـبـرُ أُفـرغَ في قلبي فَـثَبّـتَـني
وقـيلَ صـبـراً كـفـى يا أنـتَ مـا كـانَ
مـا للسّـعـادةِ مِـن قـدرٍ ومـنـزلـةٍ
حـتّـى نُـجـرّعَ كـأسَ الهـمّ مـلآنَ
الـخيـرُ زيّـنَــهُ شَـرٌّ وأظـهـرهُ
والحُـسـنُ جـمَّـلَـهُ يا صـاحِ مـا شـانَ
والبـدرُ جمّـلَـهُ ليـلٌ بظُـلمـتـهِ
فـكـانَ فـي الليـلـةِ الظلـمـاءِ فتّـانَ
هـو اللقـاءُ ولا يُـزجـي سـحـائبَـهُ
إلّا فـراقٌ عـلا صـرحـاً لـهـامانَ
فاركب له البـحـرَ واسلكْ للهـوى سُبُلاً
أقِـم طقـوسَاً لـهُ إذ فجـرُه حـانَ
َ