نَوَارِسُ الطَّيْفِ.................
حِينَ تَبْدَأُ قُصَّتي
في هَدْأَةِ لَيْلٍ مُدْلَهِمٍّ ،
وفي صَمْتِهِ العَتِيقِ ،
سَأَمْكُثُ عَلى
رِمَالِ عُمْرِيَ المَنْثُورِ
وَأَرْصِفُ رُؤْيَايَ
عَلى أَجْنِحَةٍ مِنْ
ظَلَامْ ،
أَتُوقُ إِلَى
رُؤْيَةِ حُلْمِي
وَأَسْتَلْقِي فَوْْقَ
الغَمَامْ ،
وَرَذَاذُ عُمْريَ المُضْنَى
يُدَغْدِغُ أَنْفَاسِي ..
يُعَانِقُنِي ..
يُلامِسُ أَضْلُعي ،
يُصَارِحُ الحَنِينَ
وٌيَجْبُرُ الأَلَمَ
الكَسِيرَ
خَلْفَ سِبْرِ
أَغْوَارِ الأَنِين ِ ،
أَرَانِي كَالصَّرِيعِ
أَلْتَقِطُ جُلَّ
أَنْفَاسِي
وَالرَّمَقَ الأَخِيرِ ،
فَتَشْدُو السُّنُونُو
تَرَاتيلَهَا لِلرَّدَى
وَتَبْتَلِعُ الغَمَامَ
عَلَّهَا .. لا تَظْمَأُ ،
وَمِنْ ضُلُوع ِ الغيم ِ
يَتَنَفَّسُ الرِّيحُ
فَتَهْتَدي نَوَارِسُ الطَّيْفِ
عَلى الزَّبَدِ الرَّابي
هَائِمَةً ضَنْكَةً ،
حِينَهَا ، سَأُوُدِعُ
عُمْرِيَ المُضْنَى
عَلى مَذْبَح ِ الرَّدَى
وَيَضِيقُ الخِنَاقُ
عَلَى فُوَّهَةِ العِشْقِ ،
وَلَمْ يَكُنْ جَفَائِي
مِنْ صُنْعِ مُقْلَتَاي
بَلْ .. كَانَ يَحْبِكُهَا
زَمَنُ التّجَافِي
وَالشّّفَقُ الأَخِير ..