"قيس وليلى "في عصرنا هذا....
عاشق للحياة ، تتخبطه أمواجها العاتية بين احضان هذه او تلك من دون ان تأسره. فهن حوله كحوريات الجنة يتمايلن بأجسادهن المنحوتة بمقص نحاتي العصر المشهود لهم بالابداع و الكمال. لهن وجوه كاللعب مرسومة بريشة فناني هذا الزمان المليئة بسحر الحبر العصري ، المكون من "البوتكس" او "الفيلينغ".
لقد كانت له حكاية مع إحداهن و لكنها انتهت بعد طول سنين .... فاستعاد حريته و أخذ ينعم بها و يداريها بجفن العيون .... أغلق قلبه بالشمع الأحمر و جعله حر طليق يرفرف كالطير المذبوح بين ثنايا ذاته ....هو أسير حريته الكاذبة ، اسوارها حصنها بصداقات و معارف كثر جعل منهم جنود حارسة ، ساهرة ترعى وحدته و ترسم له تفاصيل حياته ....
اما هي ، فلقد ظلمت من القدر و من عينه الباكية ، فاستعادت حريتها مرغمة غير راضية... لكنها اعتادت عليها و مضت الآمرة الناهية في كل جوانب حياتها... و اخذت تنعم بها ضمن أُطر خاصة ملونة بشخصيتها الفريدة و مطبوعة بذاتها الثأرية على الأعراف و التقاليد .... و شيّدت حول حريتها الكاذبة ابراج عالية من العطاء و نذرت نفسها و روحها لخدمة البشر و الانسانية ، و جعلت منها جنود حارسة ، ساهرة ترعى وحدتها و ترسم لها تفاصيل حياتها ...
شاءت الاقدار ان تجمعهما فإذا بهما يتأرجحان على حبائلها القاضية....
رسمت له بحبر الرمان و حلاوته بسمات و بسمات ... و اضافت لحياته إثارة وجودية مليئة بألاعيب المراهقة الشقية.... و هو ادخلها في عالم مجنون عنوانه أحلام مثالية، خيالية،ملتهبة بقصص من الحب و العشق الأفلاطوني الأعمى ... أحلام محفوفة بأمل اللقاء الذي اندثر تحت رماد الحرية الكاذبة ...
صديقان هما .... و لكنهما عبيد للحرية .... و ان كانت كاذبة ...
سُما احمد الرفاعي