شبكة الحكمة للأخبار الثقافية شبكة الحكمة للأخبار الثقافية
random

آخر المواضيع

random
recent
جاري التحميل ...
recent

قيس وليلى في عصرنا هذا ....... بقلم الأديبة سُما احمد الرفاعي

"قيس وليلى "في عصرنا هذا....

عاشق للحياة ، تتخبطه أمواجها العاتية بين احضان هذه او تلك من دون ان  تأسره. فهن حوله كحوريات الجنة يتمايلن بأجسادهن المنحوتة بمقص نحاتي العصر المشهود لهم بالابداع و الكمال.  لهن وجوه كاللعب مرسومة  بريشة فناني هذا الزمان المليئة بسحر الحبر العصري ، المكون من "البوتكس" او "الفيلينغ".

لقد كانت له حكاية مع إحداهن و لكنها انتهت بعد طول سنين .... فاستعاد حريته و أخذ ينعم بها و يداريها بجفن العيون .... أغلق قلبه بالشمع الأحمر و جعله حر طليق يرفرف  كالطير المذبوح بين ثنايا ذاته ....هو أسير حريته الكاذبة ، اسوارها حصنها بصداقات و معارف كثر جعل منهم جنود حارسة ، ساهرة ترعى وحدته و ترسم له تفاصيل حياته ....

اما هي ، فلقد ظلمت من القدر و من عينه الباكية ، فاستعادت حريتها مرغمة غير راضية... لكنها اعتادت عليها و مضت الآمرة الناهية في كل جوانب حياتها... و اخذت تنعم بها ضمن أُطر خاصة ملونة بشخصيتها الفريدة و مطبوعة بذاتها الثأرية  على الأعراف و التقاليد .... و شيّدت حول حريتها الكاذبة ابراج عالية من العطاء و نذرت نفسها  و روحها لخدمة البشر و الانسانية ، و جعلت منها جنود حارسة ، ساهرة  ترعى وحدتها و ترسم لها تفاصيل حياتها ...

شاءت الاقدار ان تجمعهما فإذا بهما يتأرجحان على حبائلها القاضية....

رسمت له بحبر الرمان و حلاوته بسمات و بسمات ... و اضافت لحياته إثارة وجودية مليئة بألاعيب المراهقة الشقية....  و هو ادخلها في عالم مجنون عنوانه أحلام مثالية، خيالية،ملتهبة بقصص من الحب و العشق الأفلاطوني الأعمى ... أحلام محفوفة بأمل اللقاء الذي اندثر تحت رماد الحرية الكاذبة ...

صديقان هما .... و لكنهما عبيد للحرية .... و ان كانت كاذبة ...

                        سُما احمد الرفاعي



التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

شبكة الحكمة للأخبار الثقافية

2016