صوت الطرقات الطفلة على الزجاج ايقظت الصباح المستلقي في تعسيلته قرب سرير الروح
و كأن قلبي استيقظ على اصواتها فعاد إلى الخفقان...فلم أعد اميز بين صوت الطرقات و صوته الذي بدأ يضج بصدري كنهر مستفيض
صوت الطرقات استفاق مجددا و كأن اصابع الطارق تعزف لحنها على جدران صدري
فمن الطارق !!
سألت نفسها على إيقاع نغمات وجيب قلبها قبل أن تهم بمغادرة السرير
إلى متى اكتفي بلعن المسافات!
عاد صوت الطرقات الخجولة ليقطع الشك بيقين الصبح فثمة من يقرع و لكن من يفعل ذلك في هذا الصباح !
كررت السؤال و هي تمشي بخفر صوب الباب الزجاجي المفضي إلى الشارع ، يدها المرتجفة و هي تمدها لتسحب الستارة طاوعتها على مضض و بهدوء جذبتها لتفتح فرجة تكاد تسمح لها بالرؤية فانهمر شلال الضوء و فاض في أرجاء الردهة و هي التي كانت تقاوم الغرق غير مستوعبة ما يجدث جاهدت و هي تقاوم دوار الضوء لتكون على أهبة الفرح فصرخت :
كيف خرجت من الحلم كشعاع غامر
أيها المجنون مالذي أتى بك !